مايحدث في العراق هذه الايام من قتل وتفجير وخطف باسم المقاومة وأي مقاومة منه براء.. هو موجه في الاساس لتعطيل الانتخابات المقررة نهاية هذا الشهر

..و قد فضح كل تيارات العنف والتي ترتدي عباءة الاسلام ظلما وعدوانا وهي لا تسعي الا الي السلطة علي اشلاء الضحايا..

فهل تعطيل الانتخابات هو مقاومة.. كيف نعرف ماذا يريد الشعب أي شعب بطريقة سلمية الا من خلال صناديق الانتخابات..

ولكن قوي الظلام التي تعرف انها ستخسر معركتها من خلال صناديق الانتخابات قررت المضي الي النهاية مهما سفكت من دماء لمحاولة ثني الشعب العراقي البطل عن المشاركة في صنع مستقبله بحرية.. المستقبل الذي يتخلص فيه من اي طاغية مهما رفع من شعارات.. شعارات القومية.. أو شعارات الدين..

أي قومية و أي دين هذا الذي يؤدي الي سفك دماء بريئة من ابناء الشعب العراقي.. اي قومية وتحرر هذه التي تؤدي الي المقابر الجماعية التي يكتشف منها الجديد كل يوم.. هل يؤمن ابطالها بتحرير الناس من الحياة نفسها،،

واي اسلام واي هيئة علماء مسلمين.. هل الاسلام هو السيارات المفخخة و اشلاء الضحايا من الأبرياء التي تتناثر كل يوم..

هل الاسلام هو الرؤوس التي تتطاير عن الاجساد.. هل الاسلام هو سفك الدماء وترويع الناس حتي يتقاعسوا عن اختيار حكومتهم بأنفسهم ويستسلموا لمن يقتلهم ويسفك دمائهم..

لافرق بين مايحدث في العراق اليوم وما حدث علي يد يزيد بن معاوية عندما استباح جيشه مدينة رسول الله بعد موقعة الحرة وقتل الالاف من المسلمين انصار رسول الله صلي الله علية وسلم وصحابته..

لقد استسلم بعدها الجميع الي الظلم والقهر خوفا علي حياتهم..

فهل يعيد التاريخ نفسه مرة أخري.. لا يا أهل العراق.. أن استسلمتم الآن كما استسلمتم أجدادنا في الماضي.. فلن تقوم لكم قائمة بعد اليوم.. ولن تقوم للعرب معكم قائمة.. سيظل كل يزيد وكل حجاج وكل صدام وكل طاغية متسلطا علينا الي يوم الدين..

لقد خان المسلمون الامانة من قبل عندما استسلموا لسادة قريش من بني أمية.. هؤلاء الذين حاربوا محمدا وصحبه وحاربوا الاسلام.. هذا الدين العظيم الذي حرر الانسان من العبودية الا لله.. حرر الانسان من العبودية للسادة في كل زمان ومكان..

ولكن هؤلاء بقوة السلاح والدهاء.. أعادونا الي العبودية من جديد.. حتي استمرأنا هذه العبودية وهذا القهر واعتبرناه هو الاسلام..

وهاهم يحاولون أعادة المحاولة مرة أخري..

لقد انتصرت عليهم صناديق الانتخابات في افغانستان وفلسطين.. ولا يريدون ان يخسروا المعركة النهائية في العراق..

لقد انتصر الشعب الفلسطيني البطل وضرب لنا مثلا بالمشاركة في انتخابات نزيهة حرة لاختيار قادته رغم مقاطعة من لا يؤمنون بأي انتخابات بها..

كما انتصر قبله الشعب الافغاني وانتصر علي أعداء النور الذين اذاقوه العذاب والهوان..

والدور عليك ايها الشعب العراقي العظيم لتنتصر للأنسانية والحرية والديمقراطية..

ولكن اعداء الحرية من أحفاد يزيد بن معاوية والحجاج وكل قوي القهر التي سرقت واختطفت منا الحرية التي وهبها لنا الله وأكد عليها الاسلام..تعرف ان معركتها النهائية هي في العراق..

ولذا فقد شحذت كل اسلحتها التي لا تعرف غيرها.. اسلحة الارهاب والترويع من قتل وذبح وقطع الرؤوس.. تلك الاسلحة التي تمكن بها كل طاغية من التسلط علينا عبر تاريخنا المليء بالقهر.. وساعده فقهاء السلطة من عينة هيئة علماء الخطف والنحر.. الم يكن هؤلاء هم أعوان صدام في قهره للشعب العراقي.. الم يكن هؤلاء الذين لم يرتفع صوتهم الا تأييدا له وتبريرا لجرائمه.. انهم يدافعون عن مكاسبهم التي يعرفون جيدا انها ستنتهي الي غير رجعة عندما يكون الشعب هو السيد علي أرضه.. عندما يصبح الشعب هو الذي يقرر ويختار من يحكمه..

عندها لن يجد فقهاء السلطة لهم عملا ينافقون به الحاكم.. ويستخرجون له الاحكام الدينية والاحاديث التي تبرر ظلمه وقهره لشعبه.. ولهذا نجدهم يؤيدون عمليات القتل والنحر والخطف في العراق ويدعون انها جهادا ضد المحتل.. رغم انها في الحقيقة جهادا ضد الانتخابات.. جهادا ضد الحرية والنور والاستقلال الحقيقي.. جهادا ضد ضياع مكاسبهم ومزاياهم التي وفرها لهم كل طاغية عبر التاريخ.. من معاوية الي يزيد الي السفاح العباسي الي سلاطين الدولة العثمانية والي كل حاكم ديكتاتور في تاريخنا الحديث والذين ابتلاهم بنا الله عقابا لنا عن تخاذلنا وهواننا علي انفسنا..

أن الحرية الحقيقية والاستقلال الحقيقي لن نحصل عليه الا عبر صناديق الانتخابات والديمقراطية.. وعندها لن تستطيع امريكا وقوات التحالف البقاء يوما واحدا في العراق ضد أرادة الشعب..

هل راينا أمريكا أو غيرها استطاعت أن تغزو دولة فيها حكومة منتخبة ديمقراطيا من شعبها.. ان الطغاة في كل زمان ومكان هم من يجلبون الدمار والغزو والاحتلال علي بلادهم وشعوبهم لأنهم يتعيشون من خلال اختلاق صراعات خارجية يشغلون بها شعوبهم ويستثيرون بها مشاعر الوطنية ليبرروا طغيانهم وقهرهم لشعوبهم واسكاتهم كل صوت حر ينادي بالعدل والمساواة وحقوق الشعب..

لو نظرنا الي تاريخنا كله سنجد أنه كلما زاد الحاكم طغيانا كلما زاد غزوا وفتحا للبلاد المحيطة..او كلما افتعل معارك وهمية مع غيره من الشعوب ليخدر شعبه ويسكت اصوات الاحرار من معارضيه بحجة أنه لا صوت يعلو علي صوت المعركة..

هذه حقيقة ما يجري في العراق الآن... من قتل وسيارات مفخخة توجه الي صدور العراقيين وليس الي قوات الاحتلال.. أنه جهادا ضد الانتخابات والحرية والديمقراطية.. انها معركة خسرتها قوي الارهاب في افغانستان و خسرتها ثقافة الديكتاتورية في فلسطين ولذا تحارب هذه القوي معركتها الاخيرة بكل ما أوتيت من قوة وعنف وقسوة في العراق.. وتدعي انه جهادا ضد الاحتلال..

لا يا سادة أن ما يحدث في العراق الآن وما حدث من قبل في كل انحاء العالم من عمليات ارهابية سفكت دماء الألاف من الأبرياء هي جهادا ضد الحرية وضد صناديق الانتخابات وضد الديمقراطية..

وهي معركة سيخسرها الارهاب والتطرف و الأصولية في دول العالم لصالح الحرية والاعتدال والتسامح بين الشعوب والثقافات والاديان..

في النهاية ستنتصر ثقافة صناديق الانتخاب.. سينتصر حق الشعوب في اختيار حكامهم وتغييرهم سلميا ودوريا..

وسيندحر كل فقهاء الجهاد ضد صناديق الانتخاب..

د. عمرو اسماعيل

[email protected]