كما قلنا ان الاستفادة من تجارب الامم والمقاربات بين هذا وذاك هى المعيار العلمى للخروج من النفق المظلم..ليس امريكا والعراق واسرائيل فقط فى هذا العالم من تجارب الامم نستفيد ونبدا لكم باليابان....ظلت النزعة القومية الشوفينية منذ اسرةميجى فى عسكرة المجتمع اليابانى وجعله دولة عدوانية استعمرت وازلت كثير من الدول التى حولها فى حروب من اجل الامبراطور سليل الشمس..القى الملايين من اليابانيين انفسهم فى معارك فى
الصين وكوريا صاحبتها مجازر واعمال فظيعة..ثم ماذا بعد؟..امتدت يد اليابان الطويلة الي امريكا فى بيرل هاربر دون تقدير لقوة الخصم الجديد..لتدخل فى حرب مع امريكا انتهت بسحق اليابان بقنبلتين ذزيتين..واستسلمت اليابان ولم تجدى معها عمليات الكاميكاز اليائسة..ايقظت
الهزيمة القاسية اليابان من غيبوبتها القومية الشوفينية..واستمع اليابانيون لاول مرة الى صوت امبراطرورهم الاسطورى(هيرو هيتو) وهو يقرا بيان استسلام اليابان من قاعدة امريكية...بها اكثر من 50 الف جندى امريكى بقيادة ماك ارثر..جاءت امريكا واحتلت اليابان وجاءت معها بالثقافة الليبرالية الي المجتمع الاقطاعى الالوغراشىالمغلق ومتخلف فى اليابان..ونهضت اليابان الجديدة صناعيا..فوجىء الجنود الامريكيين باليبانيين يقدمون لهم الزهور..اذا لم يعد هناك الساموراى والامبراطور الذي يخيفهم كما ان جنود الاحتلال لن يذبحوهم..واضحت ايام اسرة ميجي وتراث اليابان البالى جزء
من ثقافة تقدم فقط علىمسرح الكابوكى لتلسية الجمهور والسياح الاجانب.وتحرر الانسان اليابانى(ليس من من!!..بل
من ماذا؟!) من ثقافة القطيع والموت الرخيص من اجل الامبراطور..اما مهندس الكاميكاز...فقد طال به العمر ليعرب عن ندمه واسفه العميق لالاف الانتحاريين الشباب اللذين ضحو بارواحهم من اجل وهم وجنون عظمة غير مجدى(من فضائية العربية)...قدم الامريكيون لليابان الثقافة
اللبرالية الى تمجد الفرد ولم يمسخوا المجتمع اليابانى الذى ظل محافظ على سماته مع تقدم صناعي واقتصادى كبير وفقا للمنهج الامريكى العلمى واليوم التاريخ يعيد نفسه فى العراق..مع التشابه العميق فى تاريخ وسمات البلدين على العراقيين اليوم ان يدركوا حقيقة هذه الفوارق وعليهم
ان لا يهتموا بصيحات عرب المقاومة الذين استحلوا اختلاق معارك شرف موهومة واعتادوا ترقيع نفسياتهم المريضة وذواتهم العاجزة بادعاء بطولة ومعارك ومواجهات يقوم بها الاخرون ان المتباكين العرب على العروبة فى ارض العراق ليسو الا عجزة ومشوهين يريدون من الشعب العراقى ان يقاتل ويقدم التضحيات نيابة عنهم..فقط يفتحون اشداقهم باسم العروبة والاسلام فيما يعيشون رفاهية ونعيم دون ادنى استعداد لاثبات ذلك بشكل مادى ايجابى انهم يشبهون نادبات الاجرة فى الافلام المصرية ينحن بمرارة ويخبطن صدورهن وبعنف من اجل اضافة اجواء فجائعية يراها اهل الاموات ضرورة لتاكيد حبهم مواتاهم
**********
ليترك العراقيون اوهام القوة والشوفينية القومية ويسعو الى الاستقرار واستتباب الامن وينظرو الى الامام فقط ويتجهو لبناء نفسهم سياسيا وفكريا وثقافياو اقتصاديا عليهم ان يستفيدو من تجربة اليابان ويتركو التاريخ المزور خلف ظهرهم ويمتطو الموجة اللبرالية الجديدة التى
جاءت مع الامريكان ويحسون بها كل يوم لولا نعيق الفضائيات العربية الذى ينغص لهم حريتهم الجديدة..انه تحقيق فردية الانسان ويتعلمو من اليابان ما تعلمته من امريكا وعلى باقى العرب ان يحسنو قراة ما يجرى فى العراق..لان التاريخ لا يرحم..هل نطمح نحن لروية يابان جديدة فى الشرق الوسط...ام هوسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء..ونختم بان الاحتلال الامريكى خرج من اليابان فى 1952..واليوم اليابان هى التى تحتل امريكا ويشترون كل شى
حتى ولاية كالفورنيا

عادل الامين
كاتب سودانى مقيم فى اليمن