لا يخفى على أحد بان السنة كانوا على رأس السلطة في الدولة العراقية منذ تأسيسها عام 1921 ولحد سقوط النظام البائد (الملكية والجمهورية) وحتى أن إدارة المحافظات الجنوبية ذي الغالبية الشيعية كانت تسند إلى أبناء السنة حيث كان الشيعة دائما مثار الشك في ولائهم للسلطة الحاكمة وبسبب ذلك تعرضوا للاضطهاد الطائفي والمذهبي حالهم حال الكورد وخاصة في عهد النظام الدكتاتوري المقبور وبعد تحرير العراق تغير الوضع وتخلص العراقيون بكافة قومياته وأطيافه من الظلم والاستبداد واخذ العراقيون يتطلعون إلى عهد جديد بدأت المسيرة السياسية وفق نمط حضاري بإطلاق الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان وأخذت القوميات المتعايشة دورها الوطني والمشاركة في العملية السياسية بدأ بمجلس الحكم الانتقالي والحكومة المؤقتة وينتظرون الآن بفارغ الصبر المشاركة في أول حملة انتخابية وطنية بعيدا عن التسلط والحكم الشمولي ما عدا بعض الأطراف المتطرفة من السنة والموالين للنظام السابق وبعض الأحزاب الإسلامية التي انضوى تحت لوائها بقايا فلول النظام البائد بسبب فقدانهم لموقعهم التسلطي في حكم العرق والعمل تحت ستار الدين يحاولون إثارة الفوضى والاضطراب والقيام بالعمليات الإرهابية في مناطقهم (المثلث السني) وبعض المناطق الأخرى مثل العاصمة بغداد واحتساب ذلك على أبناء السنة محاولة منهم إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء والعودة إلى الحكم الإرهابي لتخندقهم مع بعض الجهات المتشددة المحسوبة على الإسلام والمجموعات الإرهابية ودعمها بالمال والسلاح لعرقلة المسيرة السياسية في العراق الجديد واستمرار العنف والإرهاب هذا من جهة ومن جهة أخرى لجأوا إلى التأثير على بعض العناصر الوطنية الأخرى بمقاطعة الانتخابات تحت أية ذريعة أو تسمية سياسية أو مذهبية والوقوف ضد كل من يشارك في الانتخابات والتهديد بقتلهم أو القيام بعمليات إرهابية واسعة النطاق لمنعهم بالمشاركة في إنجاح العملية السياسية وزعزعة الأمن وفشل الانتخابات ناسين بان دورهم هذا لم ولن يخدمهم مطلقا مهما كانت الذرائع والأسباب وهذا يثير حقد وكراهية العراقيين ويزيدهم نفورا ويعزز من دور الآخرين في تحقيق المكاسب السياسية على حسابهم والوصول إلى السلطة باسم الأغلبية والفوز بالانتخابات في ظل الشرعية لقيادة العراق وهذا ناتج عن أحد أمرين أولهما انهم واثقون تماما بأنهم لا يحصلون على الأغلبية والوصول إلى سدة الحكم ويعيدون دورهم في الماضي بسبب اختلافهم في المواقف السياسية وتوجهاتهم غير الوطنية وفقدانهم لمصداقيتهم أمام الشعب وعدم أهليتهم في إدارة الحكم وانهم لم يجلبوا غير الكوارث والمآسي والحروب المدمرة والمستمرة على الوطن وما المقابر الجماعية وعمليات الأنفال السيئة الصيت وقصف حلبجة بالغازات السامة وعمليات الترحيل القسري والتعريب في كوردستان وتجفيف الأهوار وتدمير الحسينيات ومراقد الأئمة الأطهار في الجنوب خير دليل على ذلك وثانيهما انهم واقعين تحت تأثير بعض الجهات الأجنبية والإقليمية تحرضهم على زعزعة الأمن والاستقرار واستمرار العنف والإرهاب لآن استقرار العراق وتشكيل حكومة وطنية فيدرالية تعددية برلمانية ليس في صالح هذه الجهات وهذا لا يخدم السنة نهائيا بل يقلل من دورهم السياسي والمذهبي ويفقدهم مزيدا من المراكز وبالتالي عزلهم عن المشاركة في إدارة العراق وبالتالي التخلي عن دورهم للآخرين بمقاطعتهم الانتخابات وهذا يعزز من دور الإرهاب واستمرار العنف والتدخل الأجنبي في شؤون البلاد ويضر بالمصالح الوطنية العليا لذا عليهم أن يستغلوا فرصة الحوار الوطني التي ينادي بها كل الخيرين والوطنيين للمشاركة في الانتخابات و أداء دورهم في البناء والاعمار لأن الذي لا يشارك في الانتخابات لا يجد له دورا في صنع القرار السياسي وقيادة الوطن حيث اصبح العراق افضل بكثير بعد سقوط النظام البائد وان أبنائه مصممون على إنجاح التجربة الديمقراطية وتشكيل حكومة فيدرالية ديمقراطية تعددية برلمانية وتداول السلطة سلميا يضمن للجميع حقوقهم المشروعة ويحافظ على وحدة العراق ويعيده إلى الحضيرة الدولية.
محمود حاجي
كوردستان العراق-- اربيل