كبادرة أولية لتخمين النتائج التي ستخرج بها الانتخابات العراقية في نهاية الشهر الجاري، ظهر في إبلاف، نتائج أول استطلاع عن الانتخابات في موقع الفكر العراقي، وحسب النتائج المستحصلة -ولو أنها لا يؤخذ بها في العمليات الاستطلاعية الدقيقة- كانت الأرقام والنسب المستخرجة تشكل صورة لا بأس بها، وهي مؤشرات مقبولة بأي حال من الأحوال. ولأهمية النتائج والأرقام الواردة فيها سنقوم بتحليل للبيانات، لنرسم منها أول صورة متوقعة للنتائج التي ستخرج بها الانتخابات، والتي ستشكل على أساسها الهيكلة السياسية للكيانات والتحالفات الحزبية التي برزت في الساحة العراقية والتي طرحت نفسها كنخبة سياسية ممثلة عن مجاميع وتيارات مختلفة من العراقيين. والنتائج التي توصل إليها الاستطلاع جوابا على سؤال مطروح مفاده (لمن ستعطي صوتك في انتخابات الجمعية الوطنية العراقية 2005) من زائري الموقع، كانت النتائج كالآتي:
قائمة الائتلاف الموحد 38%27938%
قائمة الشعب (الحزب الشيوعي 20% 14920%
قائمة التحالف الكوردستاني 14%10214%
القائمة العراقية-الدكتور اياد علاوي 9%659%
اخرى 8%568%
قائمة الامة العراقية- الدكتور مثال الالوسي %7 507%
قائمة عراقيون-رئيس الجمهورية ووزير الدفاع 3%213%
قائمة الرافدين 2%152%
المجموع737100%
وعند تحليل النتائج يتبين أن قائمة الائتلاف الموحد، وقائمة الشعب، وقائمة التحالف الكردستاني، والقائمة العراقية لرئيس الحكومة الدكتور أياد علاوي، هي القوائم التي من المحتمل أن تتصدر النتائج الميدانية يوم الانتخابات حقيقة في الميدان. وفي ظل هذه النتائج ستكون لقائمة الشعب والقائمة العراقية مساحة ضيقة لمنافسة قائمة الائتلاف الموحد التي تبدو أن لها رصيد واسع في الجنوب العراقي. ولكي يكون التوقعات قريبة للنتائج الميدانية، نستشهد بنتائج استطلاع أخر أجراه معهد أمريكي متخصص في واشنطن حول مشاركة العراقيين، وأذيع في نشرة الأخبار لقناة الحرة عراق يوم الثاني والعشرين من الشهر الجاري، كشف الاستطلاع عن نسب مشاركة العراقيين في العملية الانتخابية فأوردت النسب التالية، المشاركين في الانتخابات 80%، غير المشاركين في الانتخابات 20%، المشاركين السنة في الانتخابات 50%،النساء المشاركات في الانتخابات 60%.
الأرقام الأولية هذه تفتح باب المشاركة على مصراعيها، وهي تدل على إصرار وحماس العراقيين على المشاركة في تحديد مصير العملية السياسية الديمقراطية في العراق لرسم الخريطة المستقبلية للبلد لفترة زمنية انتقالية لما بعد الانتخابات. واعتمادا على الأرقام الأخيرة للمشاركة، من المحتمل أن يزداد رصيد القائمة العراقية بفعل المشاركة المتوقعة للسنة في الوسط والتي قدرت بـ 50%، وكذلك سيزداد رصيد قائمة التحالف الوطني الكردستاني لأنها قد تكون مقبولة من أطراف غير كردية، وبذلك تكون هاتين القائمتين، العراقية والكردستانية، المنافستين الرئيسيتين لقائمة الائتلاف الموحد، ثم ستأتي قائمة الشعب بعدهما. وفي حالة حصول هذه التوقعات وفق النتائج الميدانية للانتخابات، فان رسم الخريطة السياسية ستكون محصورة بين قائمة الائتلاف الموحد والقائمة العراقية وقائمة التحالف الكردستاني. وهنا يبقى رسم الخريطة، سيكون متوقف على احتمالات ثلاث، وهي الأول تشكيل تحالف ثلاثي بين القوائم الثلاثة وبذالك قد تكون التشكيلات توافقية، والاحتمال الثاني تشكيل تحالف بين القائمة العراقية وقائمة التحالف الكردستاني لتشكيل الأغلبية في الجمعية الوطنية العراقية، والاحتمال الثالث تشكيل تحالف بين قائمة الائتلاف الموحد وقائمة التحالف الكردستاني للاستحواذ على الأغلبية في الجمعية. والأمر المؤكد من كل هذا أن القائمة الكردستانية سيكون ضامنا رئيسيا لاستقرار العملية السياسية لما بعد الانتخابات لأنها موثوقة من قبل أغلب الأطراف الحزبية العراقية، إضافة إلى امتلاكها رصيد موثوق من الخبرة والتجربة السياسية المعترف بها على النطاق العراقي والإقليمي والدولي، مما تؤلها للعب دور الضامن بكل شفافية بين القوائم والكيانات والتحالفات التي تبرز إلى الساحة السياسية العراقية بفعل الانتخابات.
من هنا تتضح أهمية قائمة التحالف الكردستاني في تحديد ملامح العملية السياسية العراقية لما بعد الانتخابات، وهي أهمية لم تأتي من مجرد منطلق سياسي، بل من منطلقات مرتبطة بالوجود الكردي في العراق ودوره في رسم الخريطة المستقبلية للعراق لضمان عراق فيدرالي ديمقراطي تعددي مزدهر، وضمان الحقوق الشرعية للكرد في إقليم كردستان وفق أطار عام، دستوري وفيدرالي، تخدم جميع الأطراف والقوميات والطوائف في العراق. وهذا ما سيؤمن مستقبلا متفائلا للعراقيين لضمان الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي في كل المناطق العراقية.
وهنا لا بد لنا من القول، بالرغم من هذه التوقعات المبنية على احتمالات استقرائية، يبقى الأمر محصورا بيوم الانتخابات التي ستحدد النتائج الميدانية الفعلية لتشكيل الجمعية الوطنية العراقية، وهي بالتأكيد ستكون عملية انتخابية تاريخية، لأن العراق لم يشهد من قبل هذا المشهد السياسي غير المألوف على المنطقة، خاصة وأنها تجري بمشاركة كيانات وأحزاب متعددة ومتنوعة في الطرح والرؤى والمنهج السياسي، ولكن الأغلبية منها تتفق على أن هدفها بناء عراق ديمقراطي فيدرالي. وهذا الهدف النبيل سوف يتحقق بفضل من الله وبفضل كل الخيريين من أهل العراق.
* كاتب عراقي كردي من إقليم كردستان