نعم، هناك الوطنية العراقية.

السيد السيستاني رجل روحي يكرس هيبته ومكانته الروحية لخدمة العراق سواء بدعواته المدنية بالأنقياد للقانون و رمي الثار او باللجوء للأنتخابات لأنهاء الأحتلال او دعواته للأخذ بالمستقلين في بناء لحمة العراق القادم – وهي دعاوى مدنية لابد للعراقي ان يفخر بها كونها أتية من رجل دين وقائد روحي وديني في زمن اثبت ان دعاة الأسلام السلفي والرسمي يباركون قتل الشرطي العراقي و مدني اجنبي اتى للعراق للعمل فيه – ويالهم بقوا منافقين فقط وعاظ سلاطين بدلا من أرهابيين ودعاة قتل وتدمير - فرشوتهم من الحاكم الظالم فوق ايمانهم "الوعظي" لمن يدفع!
الدكتور الجلبي- علماني ليبرالي – يجمع بين متناقضين – العاطفة العراقية الصادقة- كما ببساطة يتلمسها من التقاه - والبراغما تية للوصول للهدف - وكلاهما قد تم قتلهما في الفرد العراقي بتاريخ بلده الطاغي – حتى على يد روزخونيي الحوزة نفسها– واخرى الدجل الأيديولوجي للأحزاب وغسل الدماغ بحيث اصبح العراقي الة يعمل و يتكلم دون وعيه بمصلحة – واخرى طبعا علي يد الطغاة من سلالة العوجة وعمالها – فالعراقي- ليس سرا- شخص مسلوب ألأرادة متناقض المواقف ويمكن ان يدعي بما لا مصلحه له سواء بشعار او بجلد الذات- ماكتب علينا-- وهاهو دعاء ألأمام علي بن ابي طالب على العراقيين- ويتممه دعاء ابنه وابن ابن بنت الرسول على هذه الأرض الكرباء.
السيستاني الروحاني بمدنيته والجلبي العلماني بيراغماتيته وانحيازه لعراقيته – مزيج جديد مرشح للدخول للمجتمع العراقي – ومايميزه جيد- لا روحاني منغلق ولاسياسي مؤدلج – بل كلاهما يعبر عن منهجية تبدوسطحا متنافرة ولكنها داخليا متناغمة ضمن ما يمكنا دعوته – الأنتماء للوطنية العراقية - حيث تذكرنا بجعفر ابو التمن والجادرجي عند ما كانا يجمعان الدين والمدنية بروح منفتحة ومصلحة وطنية عراقية.

لوفازت قائمة الأئتلاف العراقي كما يقول ويتوقع المراقبون – هل هناك خوف على مستقبل العراق في تطوره المدني ( من وجهة نظرنا نحن العلمانيون ودعاة الحقوق المدنية)؟
لو كان السيستاني الذي قال مرة – لا ضرر على العراق توليه حاكم مسيحي شرط ان يكون عادلا- اي يقصد مسحي وطني خير من مسلم بعثي مثلا- قول منسوب للسيد السيستاني كما تم نقله على الأنترنت والعهدة على الناقل والراوي-لو كان من تبع السيستاني اتخذه قدوة باعتداله وانفتاحه ووطنيته العراقية – ومن كان ذراعه التنفيذي مثل الجلبي وبراعته الأقتصادية وعقله العلماني الوطني العراقي – فهناك معادلة لاتخيفني شخصيا – ولكن ما يخيفني قد علمنا التاريخ اياه- فوراء كل عظيم جيش عظيم اخر من الأنتهازيين والمردديين ودعاة التطبيل والتأليه- وهذا ماربما سيحدث وننتهي لرفع صوتنا على المسكينين الجلبي وعبد الله الفقير السيد السيستاني –
و عليه لازلت اعتقد ان القانون الحقوقي المدني المبني على حقوق الفرد وتقديسها - هو مخرجنا كعراقيين لنعيد الثقة للفرد العراقي بشخصيته المسلوبة ووعي الغائب بمصلحته الخاصة – واذ نعلم ان الحقوق لا تعطى بل تؤخذ- فربما اليوم ا نشق الخطوة ألأولى: طريقا عراقيا وطنيا مشتركا- لايمر في القاهرة او عمان او موسكو او طهران- ولايمر من روح الأمة العفلقية- او التمجيد أليديولوجي الزائف- فما يجمعنا بوطنيتنا ووطننا يجمع السيد السيستاني بروحانيته والدكتور الجلبي بعلمانيته واي عراقي مهما كان مشربه و تطلعاته- فهو حق له- وليكن خلافنا او اتحادنا مبنيا على اسس مدنية لأحترام الفرد و مصلحة عراقية-ولا مانع لي ان تكون فردية شرط ان تكون عراقية- وعندها نكون قد تعلمنا اول درس من دروس المدنية - فلا تبعات – بالدين والقومية والفكر- ولاتكفير او تشكيك بوطنية- وعندها سواء كان السيستاني ام المسيحي العراقي حاكما - فلا خوف منه ولا دعاء عليه!

*استاذ جامعي- كاليفورنيا