* سوريه تنجح في استعادة روسيا.
* روسيا مؤهلة أكثر من أي وقت مضى للعب دور دولي وشرق أوسطي.
* بعد الاتحاد الاوروبي وتركيا سوريه تبني شراكة مع روسيا.
* اسرائيل والولايات المتحدة يواصلان محاولات تحييد روسيا واثارة الشكوك
والبلبلة.

تترافق كل حركة سورية سياسية او اقتصادية مع اثارة زوابع اسرائيلية في فنجان الشرق الاوسط وكأن هناك حكماً اسرائيلياً صدر بتوقف دورة الحياة في سوريه بإنتظار مثلاً ان يستكمل مشروع السيطرة حركته في تفريغ الشرق الاوسط من مضمونه وتاريخه وتراثه وبالتالي اسقاط سوريه كآخر حضن للممانعة وترسيخ مشروع الشرق الاوسط الذي هو في اساسه مشروعاً اسرائيلياً حيث لا يمكن لاحد ان يتجاهل ان شهادة المنشأ لهذا المشروع هي اسرائيلية في المضمون.

مؤخراً وبمجرد الاعلان ان الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد يعتزم زيارة موسكو بدأت حملة اتهامات منبعها اسرائيل والدوائر الصهيونية في الولايات المتحدة الاميركية موجهة الى سورية حول نيتها شراء صواريخ اسكندر ـ أي القادرة على تفادي الانظمة الدفاعية الغربية وانطلقت حملة ضغوط متنوعة الاسلحة من دبلوماسية واعلامية مرافقة لهذه الاتهامات تستبق أي طلب سوري ممكن على الصعيد التسليحي وكأنه ليس لسورية الحق في تقوية ترسانتها الدفاعية وكذلك كأنه لا يحق لموسكو ان تبيع الاسلحة لأي جهة لا ترغب فيها واشنطن او اسرائيل.

بداية يجب الانتباه الى ان زيارة الرئيس الاسد الى روسيا التي كانت تشكل قلب الاتحاد السوفياتي الذي كانت تربطه علاقة استراتيجية سوريا يجب ان تشد الاضواء لأن روسيا لا تزال تشكل قوة عسكرية عظمى ولها روابطها التاريخية والجغرافية والسياسية والاقتصادية والثقافية مع دول الشرق الاوسط وهي معنية بالأمن والاستقرار في هذه المنطقة ويحق لها ان تطمح الى إقامة شراكة اقتصادية معها.

وبداية ليس من المستغرب ان تشوش اسرائيل على كل حركة سورية خصوصاً وان اسرائيل التي نجحت في دفع الادارة والكونغرس الاميركيين لاتخاذ قرارات انفعالية ومتسرعة ضد سوريه والتي كانت ولا تزال تهدف الى دفع الولايات المتحدة الاميركية لتخوضعنها حروباً بالوكالة وتسحق لها اعداءها انتبهت الى ان الدبلوماسية السورية الهادئة والهادفة والتي لا تعتمد الصخب والضجيج تمكنت بمرونة كبيرة من توسيع هامش الاتصالات حتى مع الادارة الاميركية نفسها وفتحت ابواباً لعلاقات شراكة مع الاتحاد الاوروبي ومع الجار التركي وها هي سوريه تفتح باب تحتاجه موسكو
لاستعادة مواقعها الدولية انطلاقاً من الشرق الاوسط.


الا ان المستغرب هو محاولة "عسكرة" زيارة الرئيس الاسد الى موسكو علماً ان هناك اكثر من بعد للزيارة أبرزه :

1) البعد السياسي الذي يستند على حد وصف صحيفة تشرين السورية الى تاريخ طويل من العلاقات السورية الروسية والذي يعود الى منتصف القرن الماضي، والى مواقف روسيا المساندة للقضايا العربية العادلة على الصعيدين العربي والدولي، والى مسؤولياتها السياسية تجاه عملية السلام في الشرق الاوسط كأحد راعيي عملية السلام.

في هذا المجال اعلن السفير الكسندر ياكوفينكو المتحدث باسم الخارجية الروسية ان المحادثات مع الرئيس الاسد تتناول مجمل تطورات الموقف في الشرق الاوسط والسبل الرامية الى تحقيق السلام العادل والشامل وقال ان الجانبين سيتبادلان الآراء حول آفاق التسوية الشرق أوسطية واستئناف المباحثات بين سورية واسرائيل وبقية الاطراف المعنية استناداً الى قرارات مجلس الامن ومبادىء مدريد وكذلك مبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت الى جانب القضية العراقية من وجهة نظر تنشيط الجهود الدولية الرامية الى اعادة السلام والاستقرار وتحقيق المصالحة الوطنية في العراق والحفاظ على سيادته ووحدة اراضيه.

* في البعد السياسي : ان كلاً من واشنطن وتل ابيب قد غيبا بصورة كاملة الحديث عن تسوية في الشرق الاوسط وفق القواعد التي ارساها مؤتمر مدريد وتحت مظلة القرارات الدولية وأصبح اقصى ما تطرحه واشنطن مشروع خارطة الطريق مع تلميحات الى خرائط مماثلة على بقية المسارات اما تل ابيب فإنها اختصرت حتى المسار الفلسطيني بخطة احادية لالنسحاب من بعض أطراف غزة وهي تتجاهل كل الدعوات لإستئناف المفاوضات على المسار السوري.

كما ان كلاً من واشنطن وتل ابيب يرفضان أي دور اوروبي او روسي يتجاوز دور اللجنة الرباعية في تبريد التوترات.


وعليه فإن اتجاه المحادثات السورية الروسية تعود بالتسوية الى الاسس الراسخة لبناء سلام عادل وشامل وهو الامر الذي يضع اسرائيل ومعها واشنطن امام ثمن هذا السلام العادل والشامل الذي تثبت الوقائع ان الجمهور الاسرائيلي غير مؤهل لاستحقاقه.

* في البعد الاقتصادي : نقلت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" عن مصادر سورية ان البلدين يسعيان الى مضاعفة حجم التبادل التجاري وتشجيع الاستثمارات لاسيما الروسية في مجالات النفط والغاز والطاقة الكهربائية.

واشارت مصادر سورية الى ان النتائج المتوقعة من الزيارة ستؤكد الاتفاق على :

ـ رزمة من المشاريع الاستثمارية وخاصة في مجالات النفط والطاقة وصناعة الأنابيب والمصارف والمعدات الثقيلة وتحديث الأسطول الجوي والموانىء البحرية والجوية وصناعة الطائرات والصناعات التقنية والحيوية وصناعة البرمجيات والصناعات الدوائية كذلك مجالات التبادل السياحي والعلمي والثقافي.

ـ العمل على اعادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الى نشاطه المميز قبل عام 1993 حيث كان حجم المبادلات اكثر من مليار دولار.

وفي هذا الاطار يسعى الطرفان الى زيادة حجم الصادرات السورية الى الاتحاد الروسي وخاصة في مجال الصناعات الغذائية والخضار والفواكه وصناعات الزيتون والزيت والمنسوجات والألبسة مما تعرف عليه المستهلك الروسي في العهود الماضية ولقي رواجاً. حينها وسمعة طيبة.

ـ العمل على إقامة منطقة تجارة حرة وازالة العوائق الجمركية والضريبية التي تمنع وصول السلع والمنتوجات لكلا البلدين وتقديم التسهيلات لتفعيل هذه المنطقة وامكانية ربطها مع منطقة التبادل التجاري بين سورية وتركيا.

مما يجدر ذكره ان مباحثات اقتصادية سورية روسية جرت اعتباراً من 11/1/2005 في موسكو تمهيداً لزيارة الرئيس الاسد.


كما ان فريقاً كبيراً من وزارات مختلفة في كلا البلدين اضافة الى رجال اعمال وادارة الغرفة التجارية والصناعية الروسية واللجنة السورية ـ الروسية لمجلس الاعمال الروسي العربي شاركوا في اعداد ملفات الزيارة وكذلك اعداد المباحثات الخاصة بإنعقاد المنتدى الاقتصادي والتجاري الذي انعقد على هامش الزيارة وبحث في عشرات المشروعات الاستثمارية بتكاليف تزيد على مئات ملايين الدولارات.

وعليه فإن الزيارة في بعدها الاقتصادي تهدف الى تحقيق شراكة حقيقية بين البلدين وكذلك وضع آلية لتصفية الديون المستحقة على سورية.

في هذا المجال يرى المعلقون ان توقيت زيارة الرئيس الاسد الى موسكو يأتي بعد انجاز اهم الاتفاقات الاقليمية، حيث يبدأ العمل بإتفاق تحرير التجارة العربية، وتوقيع اتفاق الشراكة بين سورية والاتحاد الاوروبي واتفاق الشراكة ومناطق التجارة الحرة مع تركيا وتطوير آفاق التعاون مع ايران.

ويشير المعلقون : "اذا اخذنا هذه الاتفاقات جملة وتفصيلاً نجد ان استكمالها بإتفاق شراكة مع روسيا يعني رسم اقليم جيو استراتيجي يتمتع بمقومات لوجستية ومادية واقتصادية وبشرية هائلة.

* في تمكين اليد العاملة السورية وتنمية الموارد البشرية :

في هذا المجال لا بد من الملاحظة ان تطوير العلاقات السورية الروسية في مجال الاعمال والاستثمارات والتنمية سيفتح الباب امام اسواق عمل كبيرة للكوادر البشرية السورية المؤهلة في الجامعات والمعاهد الروسية كما سيفتح الباب لتطوير مهارات الخريجين عبر برامج روسية لاعادة تأهيل الخريجين السوريين من الجامعات والمعاهد الروسية.

* في مجال الخبرات :

الاستفادة من الامكانات الاقتصادية الروسية لتحديث بنية الاقتصاد السوري خاصة في مجالات الطرق والجسور والانفاق والسكك الحديدية والموانىء البحرية والجوية والاستكشاف بالاعتماد على الاقمار الصناعية الروسية.

* في المجال العسكري :

من المؤكد ان سورية كأي دولة في العالم من حقها ان تطور برامجها الدفاعية وان تحدث اسلحتها وان ترفض أي محاولة لمنعها من امتلاك وسائل الردع للدفاع عن سيادتها وحماية امنها القومي وضمان الاستقرار لنظامها العام.

ومن حق سورية ان ترفض القبول بمبدأ اعتبار أي محاولة عربية للتسلح كاحدى المحرمات التي تستدعي تهديد اميركا بفرض عقوبات على روسيا.

في هذا الاطار لا بد من ذكر بعض التوجهات الاسرائيلية والغربية في هذا المجال :

ـ في 13/1/2005 كتب امير اورن في المعاريف يقول : ان شارون اقنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل نحو سنتين للتنازل عن بيع وسائل قتالية متقدمة ضد الدبابات والطائرات الى سورية.
ويضيف : ان مركز البحوث السياسية في وزارة الخارجية الاسرائيلية حذر في الاسابيع الاخيرة من اعادة نشوء محور روسي ـ سوري، كوزن مضاد للتفوق الاميركي في العالم وكمؤثر سلبا على الوضع الاستراتيجي لاسرائيل لأن مثل هذا المحور من شأنه ان يفتح ثغرة في الجبهة المتبلورة ضد ايران النووية. وبوش يفضل ان يكرس العام 2005 للنشاط السياسي، وعبور المعركتين الانتخابيتين في العراق (التصويت على الدستور والحكم الدائم بموجبه) وفقط بعد كانون الثاني (يناير) 2006 محاربة حكم آيات الله، ولكن معارضة روسية ـ صينية ستحثه الى خطوة عسكرية. القيادة التالية في وزارة الخارجية الاميركية ـ كونداليسا رايس، مساعد الوزير المرشح روبرت زليك ونائب الوزير للشؤون السياسية، السفير في ناتو نيكولاس بيرنز، تعد
ودودة لاسرائيل اكثر من الثلاثي المنصرف (كولين باول، ريتشارد آرميتاج ومارك غروسمان) وهي اكثر حزماً تجاه ايران، اكثر شكا تجاه روسيا واكثر كفاحية تجاه سورية ـ التي تجمد التوتر معها، للاسابيع القريبة القادمة، مقابل وعد دمشق بتجميد المساعدة لمعارضي الانتخابات في العراق. وكل هذا لا يزال بعيدا عن استعادة الحرب الباردة، بين الكتلتين ولكن في جو لاذع ـ ربما موسمي، ربما مستمر.
في السياق نفسه سربت واشنطن الى وسائل الاعلام اخباراً استناداً الى مصادر
اميركية مطلعة تؤكد ان واشنطن حصلت على موافقة مبدئية من موسكو على "تجميد" صفقة الصواريخ المتطورة التي كانت السلطات الروسية تنوي توقيعها مع سوريا.
وقالت المصادر ان وزير الخارجية كولن باول حصل على هذا التعهد خلال اجتماعه بوزير الدفاع الروسي سيرجي إيفانوف قبل ايام، وان التعهد اجيز بصورة مبدئية من الرئيس فلاديمير بوتن وذلك "حتى إجراء المزيد من المباحثات مع واشنطن بهذا الشأن". إلا ان مصادر العاصمة الاميركية توقعت على الرغم من ذلك الا يكون هذا التعهد "الفصل الاخير" في قصة الصواريخ الروسية التي طلبت دمشق شراءها، اذ ان المرجح الآن ان تتحول الصفقة الى ورقة على مائدة تفاوض متعدد الاطراف يضم سوريا وروسيا والولايات المتحدة واسرائيل ويدور في القنوات الدبلوماسية بعيدا عن تناول اجهزة الاعلام.

ونقلت وسائل الاعلام عن المصادر ان التعهد تناول الشق المتعلق بما قيل عن أن سوريا طلبت الحصول على صواريخ "أس أس ـ أكس 26" التي تطلق من مواقع ارضية لتصيب مواقع ارضية ايضاً. اما الصواريخ الاخرى التي اراد السوريون الحصول عليها وهي من طراز "أس أيه ـ 10" المضادة للطائرات و"أس أيه ـ 18" المحمولة على الكتف والمخصصة ايضاً لاسقاط الطائرات المعادية فإنها "لاتزال على طاولة البحث بين موسكو وواشنطن" اذ تعتبرها روسيا صواريخ دفاعية وهو امر يجعل اعتراض اسرائيل على بيعها "غير مقبول". وأكدت المصادر التي طلبت تجنب نشر هويتها على ان قضية الصفقة اثيرت في اتصالات مطولة جرت بين اسرائيل وروسيا وان موسكو ارادت استخدامها "لتسجيل نقاط سياسية" في التعامل مع الاسرائيليين من قبيل ضرورة ان تتخلى اسرائيل عن توفير "الملاذ الآمن" لرجال الاعمال من اليهود الروس ممن ينزحون ثروات البلاد ويحولونها الى اسرائيل ويخرقون القوانين الروسية حسب رأي سلطات موسكو.

هل هناك استراتيجية روسية جديدة في الشرق الاوسط؟

من المؤكد ان زيارة الرئيس الاسد الى موسكو تعيد الى الذاكرة قصة الحب المتبادل الذي يتجدد ويخبو بين روسيا والمنطقة بسبب احباطات واخفاقات متبادلة نشأت نتيجة سوء ادارة الاتفاق والاختلاف بين الاتحاد السوفياتي السابق وعواصم عربية متعددة وصولاً الى ابعاد السادات للخبراء الروس من مصر واحيانا بسبب ادخال الاتحاد السوفياتب للمنطقة في اختبارات الحرب الباردة.

الا ان الرئيس الاسد يرسم العلاقة بين البلدين وايضاً بين الجانبين العربي والروسي على نحو يختلف عن السابق ويتعدى الحاجة الى المظلة "السوفياتية" ويتعدى البعد العسكري او التسليحي للمنطقة الى طرح شراكة حقيقية لا يقف دونها أي حائل ايدولوجي يجعلها محرمة على أي من الطرفين.

وبالمقابل فإن روسيا التي جربت الثنائية مع واشنطن في الحرب ضد الارهاب في أعقاب احداث 11 ايلول ولم تحقق العوائد الاقتصادية المرجوة من هذه الثنائية او التعاون اخذت تستعيد استقلالها بعيداً عن سياسات واشنطن انطلاقاً من اتخاذ موقف سلبي من الحرب الاميركية على العراق قابلته واشنطن بمحاولة تهميش الدور الروسي في الشرق الاوسط.

وجاءت الهزة الاوكرانية الاخيرة لتلفت انتباه الروس الى ان واشنطن تدق على ابواب موسكو وفي هذا الوقت وجاءت زيارة الرئيس الاسد لتفتح الباب لانطلاقة روسية جديدة وعلى ما يبدو فإن موسكو قررت الاستفادة من هذا الحدث حيث استبق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيارة الرئيس الاسد الى موسكو للاعلان ان العلاقات تتطور بشكل ايجابي مع كل من سوريا وفلسطين مؤكداً ان الحوارات خلال زيارة الرئيس الاسد الى موسكو والزيارة المتوقعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للعاصمة الروسية لن تقتصر على المسائل المتعلقة بحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي بل كذلك تنشيط المسارين السوري الاسرائيلي واللبناني الاسرائيلي.

كما استبقت روسيا زيارة الرئيس الاسد ودافعت بشدة عن دمشق في مواجهة الاتهامات الاميركية لدرجة بلغت وصف اسلوب واشنطن في التعامل مع سورية، بأنه يضر بالأمن في الشرق الاوسط. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، الكسندر ياكوفينكو، لوكالة أنباء انترفاكس "من المعروف جيدا ان إلصاق الصفات بالدول ووصف دول معينة من جانب واحد بأنها جزء (من محور الشر) لم يترتب عليه تحسن الأمن لأي طرف".

ووصف المتحدث الروسي سورية بأنها "من الاطراف الرئيسية في المنطقة". وأضاف الموقف الروسي ان استئناف المحادثات مع اسرائيل بشأن القضية السورية مهم في اطار عملية السلام في الشرق الاوسط.

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية الجديدة، كونداليزا رايس، قد حذرت سورية من انها تواجه عقوبات جديدة بسبب تدخلها المشتبه به في العراق، وما اعتبرته علاقة لدمشق بما وصفته بالإرهاب. وجاء هذا التحذير في وقت قالت فيه مصادر سياسية اسرائيلية، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محادثة تليفونية على عدم بيع اسلحة لسورية لأن هذا سيعزز، حسب زعم شارون، قدرات حزب الله اللبناني.

وقالت المصادر ان بوتين لم يرد على نداء شارون وان كانت موسكو نفت في السابق أي خطط لبيع صواريخ مضادة للطائرات.

الوقت الضائع

من المؤكد ان هناك الكثير من الفرص الثمينة التي لم تلتقطها موسكو خلال السنوات الاخيرة في منطقة الشرق الاوسط فقد توقع العرب دوراً روسياً في منع الحرب على العراق وتوقع العرب التقاط موسكو لمبادرة السلام العربية التي صدرت عن قمة بيروت خصوصاً وان روسيا وبالرغم مما اصابها بعد تفكك الاتحاد السوفياتي الى انها لا تزال تتمتع بقدرة هائلة على الحركة والضغط.

ومن المؤكد ان العرب اضاعوا الكثير من الوقت لتطبيع العلاقات العربية ـ الروسية حيث كانت موسكو ولاتزال تتوقع وهي في ذروة ازمة اقتصادية وفي مرحلة الانتقال من الاقتصاد الموجه الى اقتصاد السوق تدفق الاستثمارات العربية وقد زالت المحرمات الايدولوجية.

الآن يلتقط الرئيس الاسد الفرصة التي تشكل حاجة متبادلة ليعيد ترتيب اوراق العلاقات ليس السورية الروسية فحسب بل العربية الروسية وتفتح زيارته لموسكو الباب واسعاً لتعزيز العلاقات المتنوعة ولادوار كلا الفريقين بحاجة اليها خصوصاً مع انتفاء الشك بأن روسيا تريد ان تبسط هيمنتها او ان تزيد مساحة مناورتها في اطار أي حرب باردة او ساخنة.

بلال شـراره امين عام الشوون الخارجيه في مجلس النواب اللبناني