ذات يوم من عام 1420 هـ من القرن العشرين، دار حوار بين مثقفين عن التعليم على صفحات الجرائد، وكان السجال يدور حول الراعي و المدرسة والمعلم والمنهج، وقد طلب مني الأخ الشاعر محمد زايد الألمعي حينها، أن أشارك برأيي في ذلك السجال وقد وجدت ذلك الرأي المتواضع الذي أرسلت صورة منه لأخي محمد بين أوراقي القديمة :
أخي محمد....
الراعي : هو من يغلق باب " زريبته " على أغنامه...
والسجان : هو من يغلق أبواب عنابره على سجناءه...
أما المعلم : فهو من يفتح الأبواب والنوافذ كي يستنشق الطلاب من الهواء النقي... وهكذا أطلقوا على سقراط اسم " المعلم ".
والمدرسة... ليست مكانا لترويض توثب الطفولة وجموح الشباب مثلما يقول البعض في السجال الدائر بينهم.
لأننا قد نروض " كلبا ".. أو " ذئبا ".. أو حتى " حمارا ".. لكنه يجب علينا أن لا نروض توثب طفل يستعد للانطلاق نحو المستقبل بأمل وفرحة وحلم جميل.
كما أنه يجب علينا أن لا نروض جموح الشباب بقدر ما يجب علينا أن ندفع الشباب نحو الجموح في رحاب العلم والفكر والمعرفة، بكل حرية، وبدون قيود تعيق انطلاق الطموحات الحالمة.
ومن وجهة نظري الخاصة حول ( المدرسة والمعلم والمنهج ) في واقعنا الحاضر أن :
المدرسة : أصبحت في مفهوم الطالب كالسجن، فمن يعطيك أجمل معنى للحياة في المستقبل؟!
إنسان... بمشاعر السجين... أم... إنسان يحمل في ذاته معنى للحرية؟!
أما المعلم : فقد أصبح جهازا آليا مبرمجا على أسلوب التلقين الذي يلغي أي فرصة للحوار داخل الفصل...فكيف يجيد العطاء في المستقبل من لا يجيد الحوار؟!
أما المنهج : فهو في نظر الطالب كالصخرة الثقيلة، التي تحتاج إلى قوة تحمل وصبر " سيزيف "، أي أننا نحتاج إلى طالب أسطوري ك " سيزيف " كي يعطينا إبداعا استثنائيا على قاعدة مناهجنا التي لم تبرهن لنا ما يثبت تميزها وجودتها كما يصفها المسئول عنها!
أخي : المدرسة مكان طاهر لتخريج الشرفاء، وليست وكرا لتربية اللصوص أو لاحتضانهم.
والمعلم : هو المربي... لكن! الذي لا يعرف كيف يربي أبناءه غير مؤهل لتربية أبناء الآخرين!
ألا تعلم...أن بعض المعلمين غاضبون بسبب منع استخدام العصا في المدارس؟!
بالرغم من أن شاعرنا العظيم " المتنبي" قد أخبرنا بأن العصا لا تليق سوى بالعبيد.
لكن بعض المعلمين العرب إن لم نقل معظمهم لم يقرأوا للمتنبي ولا لغيره...
والمعلم الذي لا يقرأ غير مادته المملة أحق بالضرب من غيره.
أليس كذلك؟!!
سالم اليامي [email protected]
التعليقات