بدأ علينا ان نعرف ماهي المقاومة وما هو الارهاب.

المقاومة هي حق من حقوق الشعوب بتحرير تربتها من دنس الاستعمار والاحتلال.. وقد كفلت كافة التشريعات الدولية هذا الحق ومارسته الشعوب في التاريخ المعاصر والقديم.. الشعب الفرنسي بقيادة ديكول مارس هذا الحق.
الشعب الامريكي بقيادة جيفرسون مارس هذا الحق.
الجزائريون بقيادة هواري بوميدين مارسوا هذا الحق ضد الاحتلال الفرنسي وقدموا مليون شهيد.. والانسان في المفاهيم الدينية له الحق في الدفاع عن النفس والمال.. والعرض. وهؤلاء جميعهم يحتويه مفهوم الوطن. فلا غبار على اي مقاومة يبديها العراقيون ضد الاحتلال رغم اني من المؤمنين بأن المقاومة يجب ان تكون غير مسلحة لاختلال التوازن العسكري والتقني.

اما الارهاب.. فتعريفه يأتي اكراه شخص على اتيان عمل عن طريق الارهاب والبطش والقوة.. وهذا الارهاب غير مقبول عرفا او قانونا ولا تقره الشريعة او القوانين الدولية وما وصلت اليه الحضارة الانسانية الا بتكاتفها بألعمل على قطع هذه الظاهرة الارهابية..

نعم ان بعضا يلتبس على المتتبع في تعريف ماهو الارهاب وما هي المقاومة وما هو الفيصل الدقيق للتفريق بينهما بحيث لايصبح الفلسطيني الضحية متهما بالارهاب وهو يقاوم احتلالا شرسا لاراضيه ولا يتهم العراق الذي يقاوم الاحتلال بالطريقة التي يعتقد انها ناجحة مدافعا عن ثوابت وطنية وحدود بلده واهداف امته.. ان يوصف بالارهابي سيما من يعتنق الطريقة العقلانية السلمية اسلوبا في النضال ومقاومته للتواجد الاجنبي.

انا من بصرة العراق.. واهل البصرة دائما يتعايشون مع منظر التقاء نهري العراق.. دجلة والفرات.. ليكونوا بأمتزاجهم شط العرب ويجد الناظر ان هناك خطين من التيار.. احدهما ماء خابط يحمل الغريا والثاني صافي كعين البطة يشتهي المرء ان يشرب منه. وعلى بساطة هذه النظرة وبداوة الخلق البصري.. اقف حائرا كيف استطيع ان افرق بين فئتين من العراقيين. فئة ( لانخوض من اين اتت ومن اي حدود تسللت ) متخذة شعارا دمويا لمحاربة الوجود الامريكي وضمن قناعات متعددة كثيرة.. ومن هذه الفئات من يعتقد انه لو استشهد في قتاله مع الامريكان سيجد قصرا في الجنة ينتظره.. وهذا الشعور ليس مقصورا على فئة معينة سواء كانوا من انصار السنة او من ابناء الشيعة من اهل البيت الاتي من شرق البلاد ( ايران ) وآخرون كثيرون لهم هدفا وفكرة يريدون تحقيقها..! هذه الفئة بشقيها.. لايهمها مانصيب العراق من ضرر ودمار في البشر والبنية التحتية وهدر ثروته القومية البترولية الاساسية ولا تكترث عدد قتلى سيارة مفخخة نفجر في حي سكني آمن..! المهم انها تفشي خلقها وتعلن عداوتها لامريكا والتسلط
الامريكي.. هؤلاء برأيي هم محاربين يحبون القتال ويتقنون التدمير ولهم تجارب فيها وقد يصلوا في هوسهم الفكري ان كل شيء مباح في سبيل الشهادة والوصول الى الجنة.

تجمع مثل الذين اعنيهم في افغانستان في ساحات القتال لايفرقهم شيء.. لادين.. ولا مذهب.. وكان في صفوف الطالبان انصار من العرب والايرانيين وكثيرا اتى من انحاء العالم يحملون فكرة واحدة هو الانتقام من الامريكان وقتلهم او من الروس المحتلين سابقا حسب التفاوت الزمني.. طالبان هي حركة جاءت في مباركة امريكية ودعم وتمويل قوي الرأسمالية لتضرب الاشتراكية.. وكانوا قبل ذلك موالون لروسيا في ظل وزراة يرأسها نجيب الله خان.. ثم تغيرت الحالة وانتهى الاتحاد السوفياتي فأصبحوا عبئا على الامريكان اصدقاء الامس واصبحت الحالة معاكسة.. اخذ الامريكان يتصايحون فيما بينهم على مدى خطورة الافكار الاسلامية الطالبانية وحشدوا ماحشدوا من قوى ضاربة واحتلوا هذا البلد بهذه الحجة رغم ان في الواقع ان الامريكان يرغبزن في السيطرة على مرور النفط في هذا البلد من مناشئه السوفياتية.. ناهيك عن الثروات المعدنية والثروة القومية.

اليوم في العراق تجمع الكل من هؤلاء المهوسون في حرب الكفار المتمثل في جيش التحالف جاعلين من العراق مركزا لحرب يجدون فرصة فيها لايذاء الامريكان وممرا سهلا الى الجنة. حالة فريدة يمر بها العراق.. من اين يبدأ المحلل المنصف واين ينتهي...!

نعم الامريكان اقترفوا اخطاءا قاتلة.. ولكن طردهم لا محاربتهم لايكون بقتل العراقيون وتخريب بيوتهم وتفجير نفطهم والضرب العشوائي الذي لايصل ولا يستطيع ان يستهدف الامريكان او قوات الاحتلال بأي شيء.. فألضحايا عراقيون والابرياء يقفون في طوابير انتظارا للموت.. الا يعلم هؤلاء الارهابيون ان كل قتيل من الامريكان يدفع الشعب العراقي ثمنه بمائة شهيد جلهم من المثقفين ومنهم كسبة كفوئين.

اتساءل.. اهذه هي الطريقة الوحيدة والوسيلة المثلى لطرد المحتل.. في رأيي ان هذا قتل مع سبق الاصرار واجرام بحق شعبنا.. اعطى الكثير من حياة افراده حتى هذا التاريخ. لايستطيع الارهابيون المتسللين ان يعطو تبريرا واحدا بما اتت ايديهم من كوارث على هذا الشعب الصبور المصابر.. برأيي انهم لايستطيعون التبرير بشكل مطلق.. فحتى القتال مع العدو المحتل له ثوابت انسانية.. يجب مراعاتها.. والوسيلة لاتبرر الهدف.. الكل يعلم ان الجيش الايرلندي كان اذا اراد تدمير جزء من لندن او من مكان يقوم بتفجيره.. يبدأ بأخبار الشرطة البريطانية عن محل الحادث وساعة وقوعه لتقوم الشرطة بواجبها في اخلاء السكان الامنين في المنطقة المقصودة.. فأين هذه الحالة الانسانية مما يحدث في العراق..
فسيارات الارهابيون هذه لاتنفجر الا قرب مدرسة اطفال فيها العشرات من الارواح البريئة او مستشفيات فيها مرضى لاعلاقة لهم بألوجود الاجنبي.. او في مناطق سكانية مزدحمة مثل تجمع طلاب العمل وتجمعات مستلمي التقاعد وتجمعات مكثفة متواجدة لغرض ما.

ليس برأيي ان هناك قدرة بأن بعض السيارات المفخخة يقصد توجيهها ضد مفارز وقوافل الجيش الامريكي وليس من السهل ان يخطأ الفدائي في هدفه.. اذ انه يقود آلة الدمار وهدف العدو واضح وكبير وهي القافلة.. فيجب ان تكون هذه الاعمال اكثر دقة واصابة محققة ضد الجيش المحتل حتى لايستمر العراقيون بتقديم الشهداء وانهم هم الخاسرون من هذه التصرفات التي تغلف بالوطنية والمقاومة الشريفة والدعوى للحفاظ على الاسلام وغيرها من دعوات اصبحت حقا يراد بها باطل.

ايها الناس.. سيبقى نهردماء ابناءنا جاريا طالما هؤلاء المتسللون لايحملون لاهدف الوطنية ولا الرحمة الانسانية ولا ثوابت الدين الاسلامي الحنيف.