منطقة الشرق الاوسط لا تزال تلتهب. العنف في العراق يزداد تصاعدا والوضع الامني يتدهور مع اقتراب الانتخابات.
ازمة الملف النووي الايراني تشتد توترا. والارهابيين الذين ينتحلوا الصفة الاسلامية يهددوا
البلدان العربية ويستهدفوا المملكة العربية السعودية واهداف اوروبية.

ولكن في الوقت ذاته موجة انتخابات ستجتاح المنطقة في الشهور القادمة. بعض هذه الانتخابات ستكون بداية مرحلة نقلية وبعضها الاخر ستخيب الامال لان القائد يستخدم الاسلوب الديمقراطي
ليقوى سلطنته ويواصل نشاطه كدكتاتور.

وأول هذه الانتخابات ستكون خلال يومين من الزمن في العراق. ويتوقع أن يربح الانتخابات الغالبية الشيعية التي اضطهدت لعقود طويلة من قبل النظام البعثي البائد.

أما في فلسطين استطاع محمود عباس ان ينجح في الانتخابات ويحصل على 62% من الاصوات التي شاركت ولحسن الحظ انه لم يحصل على 98 او 99 % كما اعتدنا عليه. وبعد 6 شهور من الان ستعقد انتخابات لاختيار اعضاء جدد للمجلس التشريعي الوطني. انتخاب عباس كان متوقعا لان المنافسين افتقدوا الى قواعد شعبية تدعمهم. ولكن قرار حماس بالمقاطعة او الحرد كان مؤسفا وسلبيا.
العالم يفضل محمود عباس لمعارضته عسكرة الانتفاضة. ولكن مقدرته على كبح جماح العنف وادخال الاصلاحات يعتمد على الدعم الذي سيتلمه من الولايات المتحدة واسرائيل. نجاح او فشل محمود عباس يعتمد على شارون. اذا اراد شارون ان ينسف جهود محمود عباس، يستطيع ان يتوغل المناطق ويغتال ويدمر وهو ما اعتدنا عليه في الاربع سنوات الماضية.

وسيكون العراقيين اول من حقق الديمقراطية في العالم العربي ولكن بثمن باهظ جدا. وهذا الثمن يتألف من شقين: غزو عسكري عارم وعصيان مسلح دامي اختلطت فيه المقاومة الحقيقية مع الارهاب وكانت النتيجة قتل عشوائي اكل الاخضر واليابس وحصد المذنب والبريء ولم يميز بين الهدف العسكري والهدف المدني. يوجد أمل ربما بارقة امل ان انتخاب حكومة عراقية قد يسحب الشرعية من حركات العصيان العشوائية ويساعد أيضا في التوصل الى صيغة لانسحاب اميركي وتواجد قوات امن عراقية كافية لاستلام زمام المهمة الصعبة.

من المتوقع ان يقاطع السنّة الاتخابات وبذلك يهمشوا انفسهم من مركز القرار. وقد يتبع الانتخابات العراقية مرحلة دموية لم نشهدها من قبل.

وفي شباط فبراير ستشهد المملكة العربية السعودية انتخابات بلدية والعام القادم ستتبع انتخابات مجلس الشورى. وانتقد المراقبون الغربيين استثناء العنصر النسائي من الانتخابات.

أما في ايران تم انتخاب محمد خاتمي عام 1997 على قاعدة اصلاحية ولكن المتشددين افشلوه ولم يستطع تنفيذ أي من وعوده وهدد بالاستقالة عدة مرات وفقد الكثير من مصداقيته. وبنفس الوقت فقد الناخبين الحماس والرغبة لانتخابات تأتي بافراد غير قادرين على التغيير.

ولكن الاهتمام العالمي يتركز الان على تاريخ مهم وهو سبتمبر (ايلول) عندما يقدّم حسني مبارك نفسه للولاية السادسة. وبناء على الدستور المصري مرشح واحد فقط يتقدم ويتم عقد استفتاء عام وغالب الظن انه سيربح الفترة السادسة. وهناك استياء كبير في مصر وعدد كبير طالبوا بتعديل دستوري. ومعظم المصريين يعتقدوا ان حسني مبارك سينجح في تمديد فترة حكمه وأنه يهيء نجله جمال ليرث العرش بعده.
سئمت الشعوب من العمليات التزيينية وتريد ديمقراطية حقيقية كما هو الحال في الهند وبريطانيا.

نهاد اسماعيل