في الليلة الماضية حزم العراقي أمره واليوم سيقرر مصيره بنفسه. كم من النساء والشباب والرجال والأطفال والشيوخ ضحوا بحياتهم من اجل أن تبزغ شمس الحرية على بلدنا. كم من صديق ورفيق درب فقدناه خلال السنوات الماضية كم من مرة سمعنا أحباءنا وهم يرددون ( يا ابني يالغايب... وحق هاي المسية ( المساء )... كل سنة بآذار جنك جاي ليه.... اجو ربعك ( رفاقك ) عايدوني وبالفرح كحلو عيوني ). هل سنكتب تاريخا جديدا لوطننا تاريخا يبدأ اليوم ويكون اليوم فيه 1 والشهر فيه 1 والسنة فيه 1، وهل نستطيع أن نبكي اليوم من دون رقابة و أمن وشرطة ومخبرين، نبكي مرتين، مرة من الفرح لأننا سنقيم صرح العراق الجديد على أنقاض الفاشية، ومرة من الحزن على من فقدناهم في طريق النضال. يا أهلي في العراق و أنتم تتوجهون الى صناديق الأقتراع لا تنسوا شهداءنا، شهداء الحركة الوطنية الذين تحدوا الطغاة وواجهوا بصدورهم العارية المجرمين وحقدهم الدفين. لا تنسوا شهداءنا الذين سقطوا منذ 8 شباط 1963 حتى سقوط الصنم. لا تنسوا من دفنوا في القبور الجماعية. لأجل هؤلاء جميعا صوتوا للحرية والديموقراطية صوتوا للشعب واتحاده، صوتوا لمن يؤمن قولا و فعلا بالديموقراطية. يا ابني الغايب وحق هاي المسية.. كل سنة بآذار جنك جاي ليه.....

هل يعتقد الإرهابيون بأنهم قادرون على خنق صوتنا ؟. لقد قتل صدام ونظامه الدكتاتوري مئات الآلاف منا، وحصدت حروبه أعددادا مماثلة، وهاجر الكثيرين ممن اكتووا بنيران الفاشية، قسم اختار الخنوع لهزيمة النفس فيما انطلق شبان وشابات، عراقيون مفعمون بالأمل وبالغد المشرق، انطلقوا ليجعلوا من جبال كردستان ساحة نضال ضد الصنم ونظامه، لقد انتصروا و انتصر العراق لأنهم وضعوا اللبنة الأولى في معسكر مقاومة الدكتاتورية و لأنهم دقوا المسمار الأول في نعشها.

واليوم سيواجه العراقيون حمى الظلام وارهابه، سيواجهون الرب الذي أمرهم بقتلنا، سيركعونه ويضعونه في جحر مثل الصنم الذي لم يجد له مكانا على الأرض فاضطر الى دفن نفسه في حفرة.

سنقول لرب الأرهابيين والمجرمين، ان كنت تسكن السماء، ان كنت تسكن الأرض سنقبرك مثل ما سنقبر زرقاويها وحمراويها وخضراويها، وسنقول لولي امر المسلمين في طهران، لن ينجح غلمانك في سرقة العراق، لن ينجح حرسك الثوري لحد الشرك و فيلقه المسمى بدر في قمع صوت الحق والحرية وتطلعات ابناءنا لغد مشرق، سنقول للسيافين والجلادين و لكل قوى الظلام بئس الرب ربكم لأنه يأمركم بذبحنا تقربا له.

وطلعت الشمس على الحرامية وعلى أعداء الحرية وستطهر أرض العراق من دنس كل الشرور الظلامية ايرانية كانت أم سورية، اردنية أم سعودية، كويتية أم خليجية، ولن يكون العراق إلا للعراقيين، وهربجي كرد وعرب رمز النضال، ويا ابني الغايب وحق هاي المسية، اليوم اشوف جنك جاي ليه، نعم سيحضر الشهداء جميعا هذا اليوم ليشاركوننا فرحتنا بالعرس العراقي الجميل هذا

*كاتب وناشط سياسي مقيم في السويد