بعد أن تم تسجيل الآصوات في المراكز الخاصة للآنتخابات داخل العراق أضافة الى عددا من الدول العربية وألاسلامية والآجنبية في العالم، نقدر أن نقول أننا في الطريق الصحيح لآجراء الآنتخابات في العراق لآول مرة في تاريخ العراق بشكل ديموقراطي وحّر. فبعد حوالي قرن من الزمان على تشكيل الدولة العراقية نجد أن من حق الآحزاب والحركات والشخصيات السياسية يخوضون الانتخابات. ونجد كافة أطياف الشعب العراقي مشاركين في الانتخابات.

ورغم السلبيات والآيجابيات ووجود بعض التقصير في أجراءات عملية التسجيل، ورغم سماعنا أبواق وألحان الصوت المزعج من هذا وذاك حول عملية التسجيل أن كان داخل أو خارج العراق. ورغم تدخل بعض دول الجوار للعزف على اللحن المنفرد. وتدخل بعض الجهات للتأثير على أيقاف عملية أنتخابات العراق وزرع الفتن الطائفية والقومية بين العراقيين. فقد تم أنجاز الخطوة الاولى من الآنتخابات وتسجيل أسماء الناخبين، بنجاح ساحق رغم العوائق والتفجيرات وعمليات الآرهابيين وفتن الخونة والمارقين وأيتام هذا وذاك.

لقد تم فتح مراكز التسجيل داخل العراق وتعرض البعض الى المضايقات وعدم التسجيل. وسمعنا عمليات أرهابية من تفجيرات وأغتيالات وخطف. لكن الحمد لله على هذا القدر. ولكن في مراكز التسجيل خارج العراق لم نسمع بأية تجاوزات أو عمليات أعاقة. وكانت فرصة تأريخية للجالية العراقية في أظهار الخلق الرفيع والمظهر اللائق والتعاون المشترك بين الجميع أمام الآجانب والمشرفين على عمليات التسجيل وحماية المراكز. وألتزامهم بالانظمة والقوانين حرفيا. وقد شارك في عمليات التسجيل حتى المرضى والمعاقين والشيوخ رغم بعض الصعوبات وخصوصا في الدول الآوروبية من جراء موجة البرد الشديد.
تطوع الكثيرون في نقل المواطنين الى المراكز وبادر جميع فروع ومكاتب الاحزاب بنقل المواطنين على حسابهم الخاص، وكان هناك المئات ممن تطوع للذهاب ودفع المصاريف من دخله الخاص لآثبات كونه عراقي ويؤيد الانتخابات رغم الكلام الفاضي داخل وخارج العراق.

واحصائية المفوضية العليا المشرفة على الانتخابات في الخارج ولحد اليوم الاخير كمايلي:
استراليا: 280303
كندا: 10957
الدنمارك: 12983
فرنسا: 1041
المانيا: 24416
ايران: 60908
الاردن: 20166
هولندا: 14725
السويد: 31045
سوريا: 16581
تركيا: 4187
الامارات: 12581
انكلترا: 30961
أمريكا: 25946
والمجموع العام: 280303

أن هذا الرقم في المجموع، نسبة 25% من مجموع العراقيين في الخارج. ومثل ما قدمنا الآيجابيات فقد كانت هناك سلبيات في العملية.

وقد قمت بأجراء بعض اللقاءات مع الذين لم يذهبوا للتسجيل وسوف لن يشاركوا بالانتخابات. وبعد الاستنتاج والتحليل كان للبعض أراء وتقييم شخصي. وبأختصار قال هؤلاء.
اولا: يمكن القول أن العراقيين الذين لم يذهبوا للتسجيل، أكثرهم لم يرغبوا في ألاشتراك لعدم قناعتهم بالآحزاب والحركات، حيث أن لم يقدموا أو يفعلوا شيئا للعراقيين في الداخل، فماذا يفعلون للذين في الخارج. وهذه قناعة للبعض بطبيعة الحال.
ثانيا: الاغلبية ممن في الخارج تجرعوا الضّيم وتحملوا القسوة والغربة وعذاب وأرهاب النظام البعثي وغادروا العراق ولايوجد لديهم خطة للعودة في الوقت الحاضر وربما لسنوات اخرى لحين استقرار الاوضاع في العراق.
ثالثا: هناك من يقول أن من يحكم العراق اليوم هم من البعثية القدماء، وهناك في الحكومة من يساعد على عودة البعثية والسيطرة من جديد على مراكز القيادة تحت اسماء الاحزاب الجديدة. والعراقيين منذ سقوط صدام هم بلا كهرباء وبلا ماء والآغلبية بلا عمل. أضافة الى العمليات الارهابية والانتقامية من بعض الاطراف.
رابعا: البعض تأثر في عدم وجود توافق وتفاهم ووحدة بين الاحزاب او الشخصيات السياسية، فمثلا العرب أنقسموا فيما بينهم، شيعة أو سنّة وحتلى الشيعة انقسموا واختاروا عددا من القوائم. والاتهامات فيما بينهم لازالت مستمرة. والجميع يلهثون الى الكراسي، ويفضحون أنفسهم. أنظروا الى مهاترات الجلبي والشعلان كمثال على كلام البعض. وأنظروا الى تبادل الاتهامات بين الاطراف، وكل حزب يعتبر نفسة صوت الحق والعدالة، ويطالب بأنتخابهم ويتهم الاخرين بأطنان من الاتهامات !! ومثال أخر التركمان في العراق. رغم قلة العدد والنفوس وقلة الخبرة والحنكة السياسية مقابل الاخرين.تقاسموا وتفرقوا ووقع في مصائب ومشاكل هم في غنّى عن ذلك. الجبهة التركمانية في وادي والحركة القومية في وادي أخر. أضافة الى أنضمام الاحزاب الاسلامية التركمانية مع قائمة أئتلاف الشيعة. وبالتأكيد سوف ينتخب التركماني الشيعي في تلعفر وداقوق وتازة وطوزخورماتو وأمرلي، ويعطوا أصواتهم الى الآئتلاف العراقي الموحد، معتمدين على أساس الطائفية قبل الآثنية. ويدعي البعض ان ذلك تعددية !!
وقد أطلعنا على عدد التركمان المسجلين في أنقرة وأستنبول ( 4187 ) المجموع. وللتأكيد نقول أن في تركيا لم يكن هناك منافس للتركمان، وهناك قلة قليلة من الكرد والعرب، ولم يكن هناك ضغط أو تلاعب من قبل الكرد والاخرين في مراكز التسجيل لاتهامهم بانواع من الفرضيات. فأين العشرة الاف تركماني في تركيا او يمكن ان يكون اكثر.
وفي الدول الآوروبية تم تشكيل وتحديد عدد كبير من الاخوان التركمان من الجمعيات والاحزاب لمساعدة وأيصال التركمان الى مراكز التسجيل. والآغلبية ذهبوا بأنفسهم. يعني هم ايضا دخلوا بكل قوة.
خامسا: كانت فرصة تأريخية للكرد من الانتقام من علي كيماوي وجلاوزة صدام، وتأكيد حقوقهم القومية والوطنية. وسوف يدخلون الانتخابات بقائمة واحدة. متناسين الخلافات والقتال الاخوي الماضي، وجمعوا شمل البعض من الاحزاب، أضافة الى تواجد عدد من الآحزاب والحركات والشخصيات من التركمان والاشوريين والكلدان والكورد الفيليين والايزيدية والشبك. ويحاولون بكل قوة المحافظة على مدن اقليم كردستان والدخول والحصول على الاغلبية الساحقة من الاصوات والدخول الى المجلس الوطني العراقي بعدد كبير وملائم من الاعضاء. رغم بعض السلبيات البيسطة من البعض من الكرد والدخول في الانتخابات بقوائم فردية.

أذن فرصة تأريخية للعراق والعراقيين، كخطوة أولى على الطريق الصحيح لبناء عراق ديموقراطي، وعراق فيدرالي اتحادي، ومنح جميع القوميات الحقوق القومية والوطنية. ورغم الصعاب والتأثيرات الخارجية والقرارات السياسية والدولية في المنطقة، نرى أنى هناك الآمل في المستقبل لآطفالنا والآجيال القادمة للعراق. ومتفائلين جدا بالمستقبل الزاهر للعراق وأهل العراق.

حتما سيكون هناك تجاوزات وأختلافات في الآراء. وسيكون هناك أتهامات بالتزوير والتلاعب من قبل الذين لم يدخلوا الانتخابات أو دخلوا بقوائم ضعيفة أو تفرقوا فيما بينهم. لكن لايهم. المهم أن نخوض الانتخابات ونجري أول أستفتاء لصوت العراقيين الحقيقية. بعيدا عن رجال البعث والاستخبارات والآمن والرفاق. وبعيدا عن العنصرية والآضطهاد. لنخوض الانتخابات مهما كانت النتائج لنكون مستعدين للمستقبل القريب. بعد رحيل الآحتلال. ورويدا رويدا سوف نحقق أحلامنا. وأذا تحمل العراقيين عذاب أكثر من نصف قرن من الزمان، حتما سوف يتحملون عذاب سنة أو سنتين.

لنأتي الى المسألة المهمة في الوضع العراقي. مسألة مدينة كركوك. هناك نوع من الحساسية بين الكرد والتركمان والعرب حول وضع المدينة، وبكل صراحة هناك أيادي خفية تحاول زرع الفتن القومية في مدينة كركوك. وسحب فتيل القنبلة الموقوته في باباكركر لآندلاع قتال شرس بين الاطراف في المدينة. ووضع العراقيل لتثبيت الآمن والآمان للمواطنين. ونسمع يوميا من بعض الاطراف بالتهديد بالوعيد والانسحاب يوما من الانتخابات ويوما من المجلس البلدي. وكأن ذلك لعب أطفال !! وهناك البعض من المجموعات يحاولون أغتنام فرصة لتوسيع الهوّة والتوتر الحاصل بين الكرد والتركمان والعرب. وعدم أعطاء الفرصة لهما للتفاهم والجلوس الى طاولة السلام والتفاهم. وهناك من يضع المصالح والمناصب والرواتب الشخصية فوق جميع الحقوق القومية لمواطنية ! اضافة الى اوامر ومصالح اسيادهم.

واليوم يطل علينا من جنرالات العسكر في تركيا ليعلن أمام الصحفيين ويتوعد العراقيين وخصوصا الكرد، بتدخل القوات التركية في مدينة كركوك للدفاع عن التركمان ومدينة كركوك. دون أن يعرف عواقب هذا التدخل، ودون أن ينتظر النتائج. ولا يعرفون ان الوصول الى كركوك يعني حرب اهلية في العراق من الشمال الى الجنوب. نحن لانريد أن يعتدي أحد على أخواننا التركمان او الكرد او العرب. وسنكون بالمرصاد كعراقيين شرفاء لندافع عن الحق والعدالة وندافع عن الحقوق القومية للتركمان في كركوك وأربيل وتلعفر،مثلما ندافع عن الحقوق القومية والوطنية للكرد في كركوك. لكن لحد الآن لم نحس أو نلتمس شيئا من هذا القبيل من قبل أحد. وما حصل في تلعفر، حصل في الفلوجة وسامراء والبصرة وكربلاء والنجف، وأتهام الكرد والجهات الاخرى، أفتراضي وشخصي. وقوات الآحتلال هم الذين يفعلون مايريدون. وقصفوا حتى الكرد في مدينة أربيل. هذه أحتلال وهناك معارك وأرهاب وافتلات أمني رهيب ولايوجد جيش نظامي او قوات امنية محايدة. وبالتأكيد هناك قتيل وجريح وأنفجارات. وهذا هو الارهاب وأيتام صدام وراء الكثير من العمليات وبالتأكيد هناك أغتيالات وقتل و تفجيرات. وخصوصا بين صفوف الكرد في مدينة الموصل وهذا دليل اخر على العنصرية والحقد على الكرد. واليوم توجه الجالية العراقية لوضع استمارات الحق والعدالة في صناديق الاقتراع وايام وسوف نرى النتائج.

كاتب وصحفي مقيم في هولندا