اثناء فترة الحصار على نظام صدام الساقط، كان الإعلام البعثي يعلن بأن هناك أكثر من ( 350 ) عراقياً يموتون يومياً نتيجة الحصار، وكلنا يعلم كيف كان ازلام النظام يجندون المرتزقة، من واضعي شرفهم المهني في المزاد ليصيروا ابواقاً له، ولأنه كان أكثر كرماً من الآخرين ويدفع نقداً او بواسطة كابونات النفط الثمينة، فصرنا نرى وجوههم الصفراء من السحت الحرام تطالعنا من على جميع فضائيات العهر العربي وهم يثيرون ويهيجون رعاع الشارع العربي والإسلامي، كذلك الإغبياء من حثالات العالم المتمدن كي يطالبوا انظمتهم والأمم المتحدة برفع الحصار عن صدام ونظامه الدكتاتوري، وتكذيب كل الأخبار التي ترد من المعارضة عن ممارساته ضد ابناء الشعب العراقي.
يوماً ما ظهر من على شاشة التلفزيون العراقي ( ابو الثلج ) عزت الدوري ليدعوا بنفاقه المعهود الشعب العراقي الى الإستفتاء للقائد الضرورة وقائد المسيرة، الرئيس المناضل صدام حسين. وأعلن يوماً يأتي بعد ثلاثة اشهر، موعداً للإستفتاء للقائد الأوحد. وذكر بأن ( 12685835 ) مواطناً عراقياً يحق لهم التصويت
بقت وسائل الأعلام الصدامية تثير عطف أغبياء العالم بعدد الموتى من العراقيين الذين يتساقطون يومياً بسبب استمرار الحصار ( الجائر ) على النظام. وجاء يوم الحسم الموعود ( الخالد ) ليطل علينا ( الأبرص، ابو الثلج ) وعلامات الحبور والفرح تعلو وجهه ليعلن عن البشرى بمشاركة جميع الذين يحق لهم التصويت وعددهم ( 12685835 ) عراقياً قد صوتوا، وكانت النتيجة ( 100 / 100 ) لصالح بقاء السيد رئيس الجمهورية، وأمين العام لحزب البعث العراقي، ورئيس مجلس قيادة الثورة، والقائد العام للقوات المسلحة، السيد صدام حسين حفظه الله ورعاه !!!.
اعزائي، هل ادركتم المقصود من ذكري للأرقام ( عدد الذين يموتون يومياً ! عدد الذين يحق لهم الأستفتاء، عدد الشهور، من يوم الدعوة الى يوم الأستفتاء العدد اليومي للموتى ( فقط بسبب الحصار )..
أنا لا أشك في فراستكم، لذا أدعوكم ( أن تكَعدوا، واحسبوها براحتكم )..
اليوم جرت الإنتخابات الحقيقية في العراق اُعلن عن عدد العراقيين الذين يحق لهم المشاركة، ورغم كل الوسائل الإحصائية العصرية التي هُيئت لإعلان النتيجة ( عدد المشاركين، وأسماء القوائم الفائزة بأعلى النسب ) فقد أعلنت المفوضية المستقلة العليا عن حاجتها لعدة ايام لإظهار ارقام المشاركين وأسماء القوائم، والنسب المئوية من الأصوات التي حازوا عليها ).
كل الدلائل تشير الى أن النسب المئوية لعدد المشاركين، وكذلك الأصوات التي ستفوز بها القوئم المتنافسة، لن تصل الى. 100 /100، ولا حتى الى ادنى مستوياتها وهي 99 /99. والحمد لله...

حسن أسد
السويد