لقاء صحفي مع النعجة دولي.. في القرن العشرين

ألو... معمل الاستنساخ ؟!

باع... باع... من يتكلم ؟!

أنا إنسان عربي من العالم الثالث... أريد التحدث إلى النعجة دولي.

دولي : معك النعجة دولي أيها " الثالثي "... ماذا تريد ؟!

أريد أن أسألك عدة أسئلة....

دولي : أسئلة ؟.... ها ها ها... وهل لديك أسئلة ؟!

نعم...نعم... السؤال الأول :

ما رأيك في الإنسان الذي استنسخك ؟!

دولي : أحسن منك... وبعدين هذا موشغلك !

أنا.. أنا.. آسف... طيب.. ماهو شعورك كنعجة مستنسخة من نعجة أخرى دون أن يكون لك أب ؟!

دولي : على الأقل أحسن من إنسان له أب وأم ولكن ليس له عقل !

ماذا تقصدين أيتها النعجة ؟!

دولي : باع.. باع.. أقصد الذي أسئلته مثل عقله... تافهة... ما عندك غير (هالأسئلة )؟!

إلا... إلا... السؤال الثاني :

السيدة... نعجة.. كيف تنظرين للمستقبل ؟!

دولي : المستقبل... رؤية، يتحقق عن طريقها حلم الإنسان المتحضر، وتصبح النعجة فيه أفضل من إنسان ليس له مستقبل،لأنه بلا رؤية.. وبلا حلم.. أمثالك أيها " العربي الثالثي " !

السؤال الثالث :

السيدة...نعجة، وكيف يستطيع الإنسان أن يكــّــون رؤية، كي يصنع مستقبلا ؟!

دولي : عندما يكون له عقل يفكر أبعد من تفكير النعجة، وتكون أسئلته منطقية على الأقل مع نعجة قبل أن يقابل إنسانا متحضرا فيعتقد الإنسان المتحضر أن " الإنسان الثالثي " هو النعجة بعينها، حينها يستنسخ منه نسخة فتكثر النعاج البشرية. لذا فإنه لكي يتجنب الإنسان العربي" الثالثي " تحوله إلى نعجة بشرية عن طريق الاستنساخ، فإن عليه أن يسارع في انتشال عقله الغارق في ظلمته، بسبب لجوءه إلى خرافته. بعد ذلك يستطيع أن يبني مستقبلا يعيش فيه كإنسان... لا.. كنعجة.. أفهمت أيها الثالثي ؟!

نعم... نعم... باع... باع....

دولي : مابك... تبعبع... أأصبحت حقا.. نعجة ؟!

لا.. لا.. مجرد بحة في صوتي.. وليست بعبعة.. فأنا مازلت نعجة... عفوا... أقصد إنسانا !

دولي : هل جننت... أيها " الثالثي " ؟!

ولم.. لم لا ؟!... أيتها النعجة.. لقد أصبحت صغيرا أمامك، لا أستطيع محاورتك، ولا الوقوف صامدا أمام هيبتك وأنا الإنسان وأنت النعجة !

نعم... أيتها النعجة، إنه الجنون... وإلا كيف يكون لإنسان مستقبل ؟!

في زمان أصبحت النعاج فيه، تفكر أكثر من الإنسان، خاصة هذا الإنسان العربي" الثالثي " مثلما تقولين، الذي لم يعد " ثالثيا " بل أنه أصبح ينتمي إلى عالم " عاشر " مادام عقله لا يستطيع التفوق على عقل نعجة !

دولي : هاه... وماذا في النعجة ؟!

أبدا.. يا سيدتي... باع... باع... !

دولي : هاها... هاها.. ها... ها... ها....أيها الإنسان " العاشري "... لم تعد ثالثيا أبدا.

السؤال الرابع : السيدة نعجة... ألاحظك ترددين كلمة " استنساخ " فما هي الكلمة الصحيحة : استنساخ أم استنسال ؟! لأن هناك خلاف بين المثقفين العرب حول الكلمة الصحيحة !

دولي : هذه مشكلتكم أيها العرب...فأنتم تختلفون كثيرا حول التوافه، وبدلا من التفكير في : كيف استطاع العلماء استنساخ النعجة، تفكرون في نوع الكلمة التي تصفون بها الحدث العلمي دون أن يهمكم الحدث !

أنتم أيها العرب : أبطال اختراع الكلمات، في عصر يشهد تطورا مذهلا في مختلف الميادين العلمية، وسيأتي القرن الواحد والعشرين، وتتغير أشياء كثيرة، وأنتم لا زلتم تختلفون على كلمة.

المهم : سموها... ما تشاءون، فمهما سميتموها، فإن القرن العشرين سيشهد عليكم بأنكم لم تكونوا أبدا من صناع حضارته وإبداعه.

ولن تكونوا من صناع حضارة القرن الواحد والعشرين، مادمتم لا تجيدون سوى اختراع الكلمات، والاختلافات حول صحة معنى كلمة الإختراع.

لقد أضعتم المستقبل.....!

باع... باع... بــــــــــــــــــــــــــــــــاع...

وشر البلية : عربي.. يبعبع !!

سالم اليامي [email protected]