أ. د. شموئيل (سامي) موريه: دعت رابطة الجامعيين اليهود النازحين من العراق يهود العراق في اسرائيل الى حضور ندوة استذكارية عن ايام بغداد عامة والبتاويين خاصة في يوم الاثنين 8 شباط / فبراير، 2010، التي ستعقد في مركز ومتحف تراث يهود العراق في أور-يهودا، وسيقوم عريف الحفل السيد سامي بخاش، مؤلف كتاب عن سيرة عائلة بخاش البغدادية، بافتتاح الأمسية التى استبشر بانعقادها الكثير من سكان البتاويين وبستان الخس والكرادة وغيرها من المحلات البغدادية التي كان يقطنها اليهود سابقا. وسيلقي كلمة ترحيبة كل من السيد مردخاي بن بورات رئيس ادارة مركز ومتحف تراث يهود العراق في أور- يهودا قرب تل- أبيب، ورئيس رابطة الجامعيين اليهود من العراق كاتب هذه السطور، والسيد مناحيم عيني جار عائلة ابراهيم مير معلم.

أطلال منزل شموئيل موريه في البتاويين

سيتحدث في القسم الاول من الامسية، الاستاذ أميل كوهين نزيل لندن، عن نشاط يهود العراق في انكلترا لاحياء تراث يهود العراق وخاصة عن التراث الموسيقي للأخوين صالح وداوود الكويتي، وقد بثّ تلفزيون القناة quot;الحرةquot; في مساء يوم 2. 2. 2010، بمبادرة الاستاذ أميل كوهين، برنامجا حول الأخوين واطلاق اسم الاخوين الكويتيين على شارع في تل ابيب، تحدث فيه شلومو ابن صالح الكويتي عن والده وعمه، ثم اجرت المذيعة المبدعة ايمان حداد حوارا عن الموسيقى في العراق مع كاتب هذه السطور باشراف المخرج نضال كناعنة من القناة الحرة.

أما القسم الثاني من الامسية فسيكرس لاستعادة ذكريات ايام العراق من قبل بعض سكان حي البتاويين وأغلبهم تبوأ المناصب العالية في اسرائيل في جميع الميادين السياسية والإدارية والعلمية. فسيتحدث البروفيسور ريموند موريه والسيد منشي عيني عن ذكرياتهما الخاصة بالبتاويين، وسيلقي الدكتور نسيم قزاز المتخصص بتاريخ يهود العراق والدكتورة سيجال كرجي، كلمة عن تعليقات المثقفين العراقيين على سلسلة quot;ذكريات وشجونquot; التي نشرتـُها في جريدة quot;ايلافquot; الغراء واعيد نشرها في مجلة quot;الأخبارquot; لمحررها الاستاذ نوري علي. كما ستعرض صور عن حياة يهود البتاويين في بغداد في الأربعينيات من القرن الماضي وعن بيوت البتاويين ومبنى كنيس مئير طويق ومدرسة السعدون، التقط الصور الأخيرة اصدقاء عراقيون أوفياء استجابة لحنين يهود البتاويين الى دورهم هناك. هذا وستلقى قصيدة الشاعر الكبير د. جبار جمال الدين التي نظمها تحية لهذه المناسبة التذكراية أمام الندوة مع ترجمتها العبرية بقلم الشاعر والمربي الاستاذ عزرا مراد. وسيغني السيد عوديد (عادل) عميت بمصاحبة العود منلوجاته التي ألفها بلهجة يهود بغداد.

ومن الجدير بالذكر هنا أن الكثير من قصائد الدكتور جبار جمال الدين ترجمت الى اللغة العبرية من قبل كبار المترجمين من امثال الشاعر الاستاذ زكي بنيامين اهرون وشلومو شبيرا وعزرا مراد ولطيف أبو الخير (بارطوب) ويوسف دوري، كما تـُرجمتْ بعض مقالات الاستاذ مازن لطيف عن يهود العراق الى العبرية ونشرت في الصحف الالكترونية وغيرها، ويعجب القراء اليوم في اسرائيل لهذه العودة بالذاكرة الجماعية العراقية الى مساهمة اليهود في بناء صرح العراق الحديث، وطنهم الام، والتغني بمحاسن اخلاقهم وفضائلهم وتعلقهم بالعراق، هذه العودة المباركة التي بادر اليها الأستاذ الدكتور رشيد الخيون والصحفي العراقي نزيل لندن الأديب خالد القشطيني في صحيفة quot;الشرق الأوسطquot;. وهذه الندوة مفتوحة أمام اليهود الذين ولدوا في العراق وابنائهم واحفادهم ليقفوا على مستوى الحياة فيها وعلى القصور الفخمة التي عاشوا فيها وعلى حدائقهم الغناء قرب دجلة الخير والعطاء الى ان جاءت حرب 1948 فحلت البغضاء بدل الأخاء، ثم تلتها الكارثة العظمى في مصرع العائلة المالكة العراقية، ومصرع عبد الكريم قاسم الذي تلته الموجة الثانية من الأضطهاد الصدامي وإهانة وطرد المتمسكين بتراب العراق في مطلع السبعينات من القرن الماضي. وسيحاول كاتب هذه السطور الوقوف على مشاعر الجيل الجديد من أبناء واحفاد هؤلاء اليهود من مواليد اسرائيل نحو وطن آبائهم العراق واحداثه وهل يوجد بينهم من يرغب في العودة اليه والمطالبة باملاكهم لاستيطانها مرة اخري أو لمجرد زيارة مسقط رأس آبائهم واجدادهم حبا في التعرف على مرابع الأحلام والحنين؟، وسنحاول التعرف كذلك على مدى تمسك الاحفاد باللغة العربية وباللهجة اليهودية وتراثهم وأغانيهم والتيارات السياسية والدينية التي ينتمون إليها، ولنا عودة الى هذا الاجتماع الفريد من نوعيه ليهود العراق في إسرائيل.

أما في ميدان الموسيقى، فقد لحن الموسيقار، عاشق غناء يهود كردستان العراق الاستاذ بشير صبري بوتاني نزيل السويد، الترجمة العربية لقصيدة الشاعرة اسنات ابراهامي quot;سآتي إليك بفستانيquot; التي ترجمت الى اللغة العربية ونشرت في quot;إيلافquot;. وقد اذيعت هذه الاغنية المسجلة على قرص في حفل تأسيس رابطة الصداقة الاسرائيلية الكردية يوم 23 كانون الاول، 2009 التي ترأسها زعماء يهود كردستان في إسرائيل، وهم السادة أكرم برزاني، ويهودا بن يوسف رئيس جمعية اتحاد يهود كردستان في اسرائيل.

ومن منشورات الرابطة المعدة للطبع كتاب باللغة العربية وهو مجموعة مقالات للصحفي الاديب اليساري صالح نعيم طويق الذي عمل محررا في جريدة quot;الأهاليquot; صحيفة كامل الجادرجي زعيم جماعة الاهالي، أما الكتاب الثاني فباللغة العبرية وهي كتاب quot;صنم في الحرم الجامعي الاسرائيليquot; للأديب سليم فتال مؤلف رائعته quot;في أحياء بغدادquot;، يروي فيها سيرة عالته في محلة ططران (أبو دودو)، وفي كتابه quot;صنم في الحرمquot;، يرد الأديب فتال على الذين يحاولون تهميش احداث فرهود عام 1941 مدعين إن الحركة الصهيونية كانت الدافع الرئيسي للهجرة الجماهيرية ليهود العراق وليس الفرهود، أما الكتاب الثالث فهو ذكريات الدكتور نسيم قزاز حول هجرته الى اسرائيل بعد اغتيال والده في بداية مذبحة الفرهود حين اوقف الباص الذي اقله مع والده وشريكه في تربية الخيول العربية المرحوم مثير خليف خال الأستاذ سليم فتال في محلة باب الشيخ، فسحب القتلة الخال من السيارة فلحقه شريكه ناحوم والد نسيم قزاز لتخليصه من أيديهم لان الكثير من ابناء المحلة كانوا يشتغلون عنده في صناعة الابريسم، ثم اختفى اثرهما الى اليوم. والكتابان هما، في نظر عدد من المثقفين اليهود، quot;نداء الدم المغدور الذي لم يهدأ الى اليوم مطالبا الابناء رواية الاحداث للتاريخ ولاتخاذ العبر منهاquot;. والكتاب الثالث هو كتاب ذكريات الصحفي والاديب باروخ مئيري مراسل صحيفة معاريب سابقا، يروي فيها سيرة حياته كفتى حاول الاندماج في حياة الكيبوتس في اسرائيل فأخفق. ومع ذلك فقد شق طريقه في الحياة العملية من موظف صغير الى أن تبوّأ وظيفته الرفيعة في جريدة quot;معاريبquot; حين اصبح مدير مكتبها في اورشليم- القدس، وهذا هو كتابه السابع.

وهكذا نرى كيف تنتقل رابطة الجامعيين اليهود من النشر باللغة العربية الى اللغة العبرية بسبب تناقص اعداد كتاب العربية وقرائها بينهم أمام مدّ الزمن، واندماج الجيل الجديد بالثقافة العبرية والمجتمع الاسرائيلي الحديث