لا تنتظرها...
هذي القصيدةُ لن تجيءَ لأنّها قد قررتْ ألا تجيءَ لتنتهي بين الشفاهِ حياتها.
هذي القصيدة قررتْ أنّ الحياة تُحبها ...
قالت بصوتٍ حاقدٍ : لا تكتبي .../ فكتبتها ...
سرقت من الصّوت الشياطين الحزينةَ / ثمّ صاحتْ في المدى : لن تقرئيني !

هذي القصيدة ذاتها ...
تلك التي :
لا تعرف الأحلامَ حين مع الهواء بحبلِ شريان ٍ معلقةً تكونُ /
فتلتهي ريحُ الحقيقةِ بانتهاك علّوها /
تهوي ... / وتنكسر الثريات الجميلةُ فجأةً /
نبكي عليها ... / والشظايا حولنا ...
تلك التي ... لا صمغ يجمع تيهها /
تدمي يدينا .../
يمشي النزيف مغامرا ...
ينسابُ فوق تمردي .../
ويحيلني للموتِ في نفس الحنينِ الـ كان في هذا المساءِ يلفنا
ويدسنا في جيبهِ حتى ننامْ...

هذي القصيدة : صمتنا / إذ ينتهي شوق الكلامْ ...
و إنّها هذي القصيدة : وجهنا / لما نضيّع دربنا بين الذين توارثوا أرض الزحامْ...
وإنّها هذي القصيدة : بعض نفسي / إنمّا .../ قد بعتها للغائبينَ .../
وذلني هذا التّذكرُ/ ذلني ثمن السّكوتِ الـ كان يبحث عن رحيق الوردة البيضاءِ في شعري الطويلِ لكي يقص جدائلي...
وجدائلي : خبأتها بين السّطور الـ كنت تكتبها عن الحب الذي ما بيننا /
ووعدتني بقصيدةٍ ليست سوايَ... فهل مازلت تكتبها ؟؟؟ / ستقرؤها ...؟؟؟
لمن بعدي ترى - لمّا ستنساني - ستقرؤها؟؟؟؟
ستنساني ؟؟؟ /
إذن أترك على شفتي عناوين ابتساماتٍ لها سحر يحوّلني إلى دمع ٍ /
لعلي ربمّا اشتاق قبل الموتِ أن أحيا قليلا مرة أخرى بشكلٍ لم يكن شكلي / ولكن كان شكل قصيدتي ...
تلك التي: لا تنتظرها !!!