أقدم تنظيم (داعش) على ارتكاب جريمة بشعة بتفجير مكتبة الموصل المركزية في العراق، وحرق محتوياتها التي تضم اكثر من 10 آلاف كتاب ومخطوطة وكذلك حرق اكثر من 100 الف كتاب في محافظة الانبار. فيما ذكر مصدر لـ"إيلاف" أن التنظيم حرق يوم الأحد وفجّر قاعة الاعلام والمسرح في جامعة الموصل.


عبد الجبار العتابي من بغداد: فجّر تنظيم داعش الارهابي يوم السبت (21/ 2/ 2015) مكتبة الموصل المركزية في منطقة الفيصيلة (الساحل الايسر)، وسط مدينة الموصل، وحرق محتوياتها من الكتب والوثائق والمخطوطات بينها مؤلفات نادرة امام جموع من اهالي المدينة الذين حاول الوجهاء منهم ثني اعضاء التنظيم عن فعلتهم واقناعهم بضرورة الحفاظ على المكتبة لما تحويه من كتب ومخطوطات نادرة، باعتبار أن هذه المكتبة واحدة من أقدم المكتبات التاريخية في نينوى.

إلا أن عناصر "داعش" ارتكبوا جريمتهم بتفجير المكتبة وحرق محتوياتها، فيما اقدم التنظيم على احراق الاف الكتب الموجودة في مختلف اقضية ونواحي محافظة الانبار.

حرق 8 الاف كتاب !

كشف مدير المكتبة العامة في الساحل الايسر من الموصل، غانم الطعان في تصريحات صحفية عن قيام تنظيم داعش بحرق المكتبة العامة والتي تضم الاف الكتب القيمة والنادرة.

وقال طعان: "ان عناصر مسلحة من تنظيم داعش اقدمت على تفجير المكتبة العامة في منطقة الفيصلية شرقي الموصل، السبت، بعد تفخيخها بعبوات ناسفة".

واضاف: "ان المكتبة العامة تضم نحو (8000) كتاب ثقافي وتاريخي وفلسفي وعلمي ومن كتب الشعر وكتب اخرى منوعة".

حرق قاعة ومسرح جامعي!

ذكر شاهد عيان من اهالي الموصل لـ"إيلاف" ان عناصر التنظيم احرقوا قاعة الاعلام والمسرح مقابل المركز الطلابي الجامعي داخل جامعة الموصل والتي قالوا عنها انها شعوذة وسحر واليوم طبعوا مناهج جديدة لطلاب المدارس.

وقال: يواصل التنظيم الارهابي جرائمه وانتهاكاته بحق العلم ومؤسساته بحجج واهية، حرقوا المكتبة المركزية صباح يوم السبت، وامتدت النيران إلى أقسام مبنى المكتبة المكون من ثلاث طبقات".

واوضح أن عناصر التنظيم، الذين أقدموا على إضرام النيران في المكتبة، برروا فعلتهم بأن الكتب والوثائق التي تحتويها تحرض على الكفر، بعد ان رفضوا تدخل بعض الوجهاء الذين طالبوهم بعدم حرق المكتبة".

واكد أنّ المدينة بهذه الجريمة تكون قد فقدت أحد أهم كنوزها الثقافية والتراثية بعد احتراق حوالي 10 آلاف كتاب ومخطوطة.

وفي الانبار أيضا

إلى ذلك، قام داعش بحرق العديد من المكتبات في محافظة الانبار، وأكد عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهدواي، الأحد، حرق تنظيم داعش لأكثر من 100 ألف كتاب من المكتبات الثقافية في محافظة الأنبار، مبينا أن مكتبات المحافظة زاخرة بالكتب النادرة والمهمة.

وقال الفهداوي في تصريح صحافي إن "تنظيم داعش أقدم على حرق الالاف من الكتب الثقافية والأدبية والعلمية النادرة التي تزخر بها المكتبات المركزية في المحافظة"، مشيرا إلى أن "أغلب المكتبات تقع في النواحي والأقضية التي يسيطر عليها التنظيم".

حزن وألم

الى ذلك، اعرب الكاتب والاعلامي فريد حسن وهو من اهالي الموصل، عن حزنه الشديد لحرق المكتبات والكتب.

وقال: "اني اشعر بالحزن الشديد والالم لسماعي اخبار حرق الكتب وتفجير المكتبات في مدينة الموصل ولا اعرف كيف اصفها".

واضاف: ان حرق الكتب وازالة المكتبات تعني الهمجية في التعامل مع العلم والثقافة وتعني العودة الى الوراء في خضم التطورات التي تحصل في العالم والتي نحن امة محمد اولى بان نعمل جهدنا لنمتلك ناصية العلم وان اول كلمة نزلت على النبي الكريم كانت (اقرأ) فالوحي بدأ بعبارة اقرأ دليلا على ان الاسلام والدين الجديد دين علم وثقافة، وحري بنا ان نطور من علومنا وثقافتنا بدلا من حرق الكتب وهدم المكتبات واذا لم نتعلم فكيف نقرأ كتاب االله".

وكانت عناصر من تنظيم داعش أقدمت على عمليات حرق مئات الكتب الموجودة في المكتبات الخاصة والجامعية في مدينة الموصل أمام جموع الناس وفي عدة أماكن منها مكتبات جامعة الموصل ومتحف الموصل والمكتبة المركزية الحكومية والمكتبة الإسلامية ومكتبات الكنائس والمساجد القديمة.

يذكر أن مدينة الموصل تخضع لسيطرة تنظيم "داعش" منذ (10 حزيران / يونيو& 2014)، إذ تعاني من أزمة أمنية وإنسانية كبيرة نتيجة سعي التنظيم إلى فرض رؤيته "المتطرفة" على جميع نواحي الحياة في المدينة.