نيويورك: تتخذ المؤسسات المالية الاميركية تدابير احترازية اضافة الى تلك التي قررتها في اعقاب اعتداءات ايلول/سبتمبر 2001 ، تحسبا لوقوع هجمات ارهابية جديدة.وفي اشارة الى الهجمات الارهابية، قال بلايك كابوليتي، ممثل شركة كرول الامنية "لم يحدث شيء منذ الحادي عشر من ايلول/سبتمبر، واصبحت شركات معينة تشعر بالارتياح".

لكن بلايك، الذي يمثل ثاني اكبر شركة أمنية في الولايات المتحدة، اضاف "منذ يوم الاحد، عادوا (الشركات) الى حالة التأهب"، مشيرا الى ان شركة كرول التي تتركز اعمالها على انظمة امن الشركات سجلت "زيادة ملحوظة في الاتصالات" من زبائن محتملين. وقال ميشيل هانريتا، المتحدث باسم شركة برودنشال المالية، لوكالة فرانس برس، "منذ ذلك الوقت، قمنا بتطوير خططنا من اجل سلامة واستمرار الاعمال التجارية، لكن ليس بوسعي ان اكون اكثر تحديدا". واقر احد موظفي الشركة رافضا كشف النقاب عن هويته ان الشركة تمر بمرحلة من التوتر، فيما اعلنت السلطات الاميركية الاحد ان الشركة ضمن الاهداف الجديدة المحتملة لهجمات تنظيم القاعدة.

ويقوم رجال شرطة يحملون اسلحة اتوماتكية بحماية محيط الشركة التي تتمركز في نيوجيرسي ويفصلها نهر هدسون عن مانهاتن.كذلك تم اتخاذ اجراءات امنية اضافية في مناطق اخرى في المنطقة، من بينها نشر قوات امنية، في خطوة غير مألوفة، في سوق نيويورك للاسهم.واضاف كابوليتي، "منذ الحادي عشر من ايلول( سبتمبر) 2001، قامت المؤسسات المالية بعمل جيد جدا في اعادة تقيييم برنامجها الامني لحماية مكاتبها وموظفيها".وقام عدد من المصارف والمؤسسات المالية، مثل برودنشال وغولدمان ساكس بنقل بعض فروعها بعيدا عن المركز المالي في مانهاتن بنيويورك الى نيوجيرسي (المجاورة)، فيما اختارت شركات اخرى مثل مورغان ستانلي، الانتقال الى الضواحي الشمالية للمدينة.

وبقيت "ليمان بروذرز" و"سيتي غروب" في مانهاتن لكنها تركت المنطقة المالية (حيث تتركز الشركات المالية).وتركز المؤسسات المالية على السبل التي ستتبعها لمواصلة علمها في حال التعرض لهجوم ارهابي. وتقوم معظم البنوك بافتتاح فروع اخرى لمكاتبها وانشطتها، ما يتيح بديل للعمل في حال تعرض الفرع الرئيسي لهجوم. ولم ينتظر بعض تلك المؤسسات وقوع اعتداءات 11 ايلول(سبتمبر)لتعزيز الاجراءات الامنية. فعشية بدء الالفية الجديدة، دفعت المخاوف من فيروس يصيب اجهزة الكمبيوتر بعدد من المؤسسات المالية الى نسخ اعمالها والاحتفاظ بها في نيوجيرسي بهدف مواصلة اعمالها في حال التعرض لازمة.

ومن بين تلك المؤسسات على سبيل المثال "ليمان بروذرز"، و"ميريل لينش". ووضعت شركات عملاقة مثل سوق نيويورك للاسهم، والبنك الاحتياطي الفدرالي في نيويورك خطط طوارىء تسمح لها بالاستمرار في عملها، والاتصال ونقل الموظفين في حال التعرض لهجوم رئيسي. الا ان هذه المؤسسات الضخمة ترفض الحديث عن تفاصيل هذه الخطط. وقالت المتحدثة باسم ليمان بروذرز "لا يمكننا التعليق".

وفي الوقت ذاته، قال المتحدث باسم البنك الاحيتاطي الفدرالي في نيويورك "نحن لا نعلق على برامجنا الامنية". ويعد البنك احد المشاركين في تأليف كتاب ابيض يتناول كيفية مواصلة العمل في حال وقوع كارثة كبرى. كذلك لم يكن كابوليتي على استعداد لتقديم معلومات اكثر. وقال ان "لحالات التأهب الجديدة ميزة تتمثل في انها وضعت الجميع مجددا في زاوية القدرة على رؤية الاشياء وفقا لعلاقاتها الصحيحة او اهميتها" مضيفا "ان النظام الامني من جديد يأتي على رأس الاولويات بالنسبة لوول ستريت".