اعتدال سلامه من برلين: يقابل كل القيود والقوانين التي تحاول البلدان الجاذبة للاجئين السياسيين وضعها من أجل الحد من تدفقهم تطوير عصابات تهريب البشر لأساليبهم، مما جعل التهريب مصدر للثروة وتكديس الملايين. فحسب دراسة وضعتها المعهد الأوروبي لدراسة شؤون المهاجرين برئاسة البروفسور الألماني فريديش هكمان تبني العصابات التي أصبحت لها خبرة وفيرة في طرق التسلل والتهريب هياكل مدربة وتنظم نفسها ضمن شبكات منتشرة في دول اللجوء تتعاون فيما بينها خاصة عندما مواجهة مشاكل أمنية، مما أدى إلى صعوبة كشف النقاب عنها.

ويقدر الخبير الألماني حجم إيرادات عصابات التهريب في العالم بأكثر من 9.5 مليار دولار سنويا، وبذلك تتجاوز أرباح عصابات تهريب المخدارات وكلما أشدت الحراسة على الحدود بين الدول الأوروبية أرتفع سعر تهريب الشخص ووصل عدد اللذين حاولوا الدخول إلى بلدان الاتحاد الأوروبي بشكل غير قانوني عام 2003 إلى قرابة 250 ألف شخص.

من جانب آخر انقسم الصف السياسي في ألمانيا بين معارض ومشجع لمشروع وزير الداخلية الألماني اوتو شيلي إنشاء مركز تجمع للاجئين في شمال أفريقيا كي لا يدخلوا أو يبقوا في اللجوء، وفي الوقت الذي تعتبره منظمة الصليب الأحمر الدولي في ألمانيا نافع جدا لغربلة ما يستحق اللجوء ومن يهدف الكسب الاقتصادي فقط، حذرت منظمة كاريتاس الألمانية منه ومن التشدد في قوانين اللجوء الأوروبية, وبرأيها أيضا وضع قانون أوروبي واحد للجوء قد يسد الطريق على العديد لتقديم طلبات حق البقاء لأنه يحتوي على بند لتقدير أوروبي واحد للوضع السياسي لموطن اللاجئ، بينما يعتمد القانون الحالي على تقدير كل بلد على حد.