اعتدال سلامه من برلين: حمّل فرنر مولر وزير الاقتصاد الألماني السابق ومدير أحد أكبر الشركات في ألمانيا حاليا الصين والولايات المتحدة مسؤولية الارتفاع المطرد في أسعار النفط بسبب الكميات الضخمة التي تشتريها يوميا من أجل الدفع بقطاعها الصناعي، أيضا المخاوف التي تملكت الدول المنتجة للنفط مؤخرا من وقوع عمليات إرهابية. وفي رأيه أنه: "لن ينضب النفط بالطبع لكننا نقترب ببطء إلى رقم قياسي في الإنتاج سيسبب استمرار رفع الأسعار".

ولم ينف الوزير السابق تأثير مواصلة ارتفاع سعر برميل النفط على النمو الاقتصادي لأن سعر المواد الخام تشكل أساسا لكل نمو، فإذا ما ارتفعت الأسعار كالصاروخ اهتزت كل أسس لنمو اقتصادي، إضافة إلى ذلك تصبح صادرات ألمانيا أغلى مما يضعف مكانتها كدولة مصدرة. عدا عن ذلك فان تزايد ارتفاع سعر المواد الخام ينعكس سلبا على قوة الطلب داخل دول الاتحادي الأوروبي فيضعف بدوره القطاع التجاري. لكن خبراء اقتصاد ألمان ذكّروا بسبب مهم يكمن أيضا وراء ارتفاع سعر النفط وهو أزمة اتحاد الشركات الروسي يوكوس وتراجع الكميات المصدرة من العراق والإنذارات التي أطلقتها الإدارة الأميركية بوجود عمليات إرهابية ضد مؤسسات مالية أميركية.

ورغم التحذيرات المتتالية من دول أوروبية مثل ألمانيا إلا أن سعر النفط لم يلجم وقد يؤدي حسب رأيهم إلى زيادة إنتاج النفط. وهذا التقدير فيه الكثير من الصحة فلقد أعلن رئيس منظمة أوبيك عن إجراءات يتم التحضير لها من أجل رفع الإنتاج حتى نهاية عام 2005 قرابة مليون برميل يوميا. والجدير بالذكر أن حجم إنتاج دول هذه المنظمة بدون العراق وصل رسميا في شهر تموز( يوليو) إلى 25.5 مليون برميل يوميا وفي الشهر الحالي إلى 26 مليون برميل يوميا، لكن بسبب الحاجة الكبيرة للنفط تنتج عشرة بلدان من أعضاء أوبك (الجزائر وإندونيسيا وإيران والكويت وليبيا وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وفنزويلا) يوميا 27.7 مليون برميل يضاف إلى ذلك ما ينتجه العراق ويصل إلى 1.95 مليون برميل يوميا.