الرياض: تنعكس اسعار النفط التي سجلت مستويات قياسية جديدة بسبب الشكوك حول مستقبل شركة يوكوس النفطية الروسية العملاقة والتهديدات الارهابية والهجمات على المنشآت النفطية في العراق، ايجابا على اقتصاديات دول الخليج النفطية التي تسجل عائداتها ارتفاعا كبيرا.

فالارتفاع الكبير لاسعار النفط سيوفر عائدات وصادرات قياسية تتجاوز قيمتها 180 مليار دولار في العام 2004 لدول مجلس التعاون الخليجي، اي بزيادة 35 مليار دولار قياسا الى العام 2003، كما راى البنك البريطاني "ستاندارد تشارترد" في نشرته الفصلية.

ومجلس التعاون الخليجي يضم البحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة.

وقال دانيال حنا الخبير في شؤون الشرق الاوسط في هذه النشرة، "فيما تطغى المخاوف في موضوع العراق والامن الاقليمي على الاجندة الدولية (..) فان الانتباه المحلي يتركز حتما على الفورة الاقتصادية الراهنة".
فقد سجل النفط الخام المرجعي الاميركي لتسليم ايلول/سبتمبر سعرا قياسيا جديدا مع بلوغه 77،44 دولارا للبرميل اثناء المبادلات الالكترونية صباح الجمعة.

كذلك في لندن بلغ سعر برميل نفط برنت المرجعي مستوى قياسيا هو 50،41 دولارا للبرميل في المبادلات الالكترونية.

والسعودية هي في موازاة ذلك على وشك تسجيل فائض بقيمة حوالى 15 مليار دولار للعام 2004 مع عائدات نفطية تقدر ب66 مليار دولار من اصل ميزانية قدرها 79 مليارا. علما بان الحكومة السعودية كانت تتوقع عائدات بقيمة 3،53 مليار دولار على اساس سعر 19 دولارا لبرميل النفط، اي اقل بنصف السعر الحالي في السوق.

واعلن رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) بورنومو يوسجيانتورو ان الكارتل مستعد لزيادة الانتاج من اجل استقرار الاسعار. وقال ان اوبك "مستعدة لزيادة الانتاج ما بين مليون برميل و5،1 مليون برميل يوميا" لكنه اكد في الوقت نفسه ان "هذه المسألة ستناقش اثناء اجتماعنا المقبل في 14 ايلول/سبتمبر في فيينا".

علما بان انتاج اوبك الحالي الذي يمثل حوالى ثلث النفط الخام العالمي، يقدر بحوالى 6،28 مليون برميل يوميا.
وهذه القدرة على زيادة انتاج اوبك خصوصا قدرة السعودية، تلعب بالنسبة للسوق دورا مخففا للصدمات، برأي تاكين مانوشهر المحلل في معهد الابحاث اللندني "سنتر فور غلوبال اينرجي ستاديز". وتقدر القدرة الانتاجية السعودية حاليا بما بين 9،5 و5،10 ملايين برميل في اليوم.

وفي العراق تعرض انبوب النفط بين كركوك بشمال العراق ومرفأ جيهان التركي للتخريب الخميس وكذلك انبوب الغاز الذي يغذي محطة توليد الكهرباء في بيجي على بعد 200 كلم الى شمال بغداد. وقد ادت عملية تخريب سابقة الثلاثاء الماضي لانبوب كركوك الى انقطاع صادرات النفط من العراق الى مرفأ جيهان التركي على البحر المتوسط.
ولم يبدأ العراق الا في اواخر حزيران/يونيو بتصدير كميات محدودة من النفط عبر هذا الانبوب الذي ظل خارج الخدمة طيلة عشرة اشهر تقريبا اثر سلسلة هجمات.

في هذه الاثناء قام وزير الاقتصاد والمالية العراقي عادل عبد المهدي في مطلع اب/اغسطس بزيارة الى ايران على رأس وفد من ثلاثمئة مسؤول اقتصادي وتجاري للبحث في سبل تعزيز التبادل التجاري بين البلدين رغم تصريحات لبعض المسؤولين العراقيين يتهمون فيها ايران بالتدخل في شؤون العراق.

وعدد وزير الخارجية الايراني كمال خرازي من جهته فرص التعاون في المجال النفطي ومشاريع الكهرباء والنقل والتجارة. وكان قد اقترح بان يقدم العراق 350 الف برميل في اليوم لمصفاة عبدان بجنوب ايران على ان تصدر ايران في المقابل نفطا لحساب العراق من مصافيها في الخليج.

لكن خرازي دعا المسؤولين العراقيين الى "التيقظ" و"عدم السماح لعناصر اجنبية بالحيلولة دون تعزيز التعاون الثنائي والاقليمي" وذلك غداة تصريحات لوزير الدفاع العراقي حازم شعلان اتهم فيها طهران بالتدخل في الشؤون العراقية.