براغ : بدأت عدة منظمات وتجمعات شبابية في رومانيا و لاول مرة في تاريخ البلاد حملة واسعة لمحاربة الفساد والرشاوى مستخدمين في ذلك الأعمال المسرحية والأفلام السينمائية والملصقات والدعوات التلفزيونية والانترنيت .. ويرفع المنظمون لهذه الحملة شعارات مختلفة من أهمها أن ( اللصوص ليسوا الوحيدين الذين يسرقون الرومانيين و إنما يمثل دفع الرشاوى شكلا نموذجيا من أشكال السرقة).

ويظهر أحد العروض التلفزيونية على سبيل المثال كيفية قيام شرطي وممرضة ومدرس بالدخول إلى المنازل والاستيلاء على الأغراض التي فيها ويقول المتحدث باسم منظمة " كونسيبت " التي وقفت عند ولادة هذه الحملة رادا ماتيسكا أن التركيز قد انصب على هذه المهن لان جميع استطلاعات الرأي في رومانيا أكدت أن رجال الشرطة والأطباء هم الأكثر تلقيا للرشاوى كما أن المعلمين لديهم الاستعداد أيضا لتلقى رشاوى من دون أي إحراج في فترة الامتحانات .

وبالنظر لكون مشكلة الرشاوى تعتبر من الملفات الساخنة في الحوارات الدائرة بين المفوضية الأوربية وقيادات بوخارست بالصلة مع إمكانية انضمام رومانيا إلى الاتحاد الأوربي في بداية عام 2007 فان الاتحاد الأوربي يمول هذا المشروع لانه حسب منظميه يراد منه تربية الشباب بالشكل الذي لا يميزون فيه فقط الرشاوى وأشكالها المختلفة و إنما أيضا يجعلهم اكثر مقدرة على رفضها .ويؤكد ماتيسكو بان على الشباب الرومانيين التخلص من العادات غير الصحية في حياتهم التي تؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة لأهلهم ونريد أن نظهر في نهاية هذه الحملة في تشرين الثاني نوفمبر القادم الأرقام التي تخسرها العائلات الرومانية من خلال دفع ما يسمى منذ فترة حكم نيكولاي تشاوشيسكو " بالهدايا الصغيرة " والتي هي في حقيقة الأمر ليست سوى رشاوى .

وتعترف الناطقة باسم فرع منظمة " ترانسبارنيسي انترناشيونال " في رومانيا اوانا زابافي أنها أيضا اضطرت عدة مرات في حياتها إلى تقديم رشوى لاسيما عندما أرادت الحصول على بعض الوثائق الإدارية فبدلا من الانتظار لفترة طويلة من الوقت كي تحصل على هذه الوثائق قدمت بعض الهدايا التي هي في الحقيقة رشاوى الأمر الذي فتح الباب أمام حصولها على ما تريد بسرعة وتؤكد أن الأمر الأكثر قلقا هو اضطرار الناس إلى دفع رشاوى مالية للأطباء من خلال إنزال مغلفات فيها أموال في جيوب الأطباء كي يحصلوا على العناية الطبية اللازمة بالشكل المطلوب ولذلك ترى بان هذه الحملة تعتبر هامة لأنها تتوجه إلى الشباب بشكل أساسي وتستهدف تغيير فهمهم للمجتمع ولعلاقتهم بمؤسسات الدولة المختلفة . يرافق الحملة الجارية عروض مسرحية والعاب في شوارع المدن الكبرى مواضيعها لها علاقة بالرشاوى و يمكن للناس أن يشاركوا فيها الأمر الذي يساعد الشباب في التخلص من خجلهم والمشاركة في النقاشات حول هذه المشكلة . ويردد منظمو هذه الحملة بشكل متكرر كلمات مفوض الاتحاد الأوربي لشؤون التوسيع غونتير فيرهيغن والتي تكشف حجم مشكلة الرشاوى في رومانيا حيث قال : لا يكفي التركيز على الموظفين الصغار بل من الضروري مهاجمة الأسماك الكبيرة أيضا .