سنغافورة: تأرجحت أسعار النفط قرب ذروتها يوم الجمعة مدعومة بمخاوف من أعمال تخريبية جديدة على قطاع النفط العراقي وتعطل الامدادات من فنزويلا حيث يواجه الرئيس هوجو شافيز استفتاء على حكمه. وتراجع سعر الخام الامريكي الخفيف أربعة سنتات الى 45.46 دولار للبرميل أي أقل بقليل من مستواه القياسي البالغ 45.75 دولار في التعاملات الاجلة في بورصة نايمكس.
وقال جون برادي من بنك ايه.بي.ان امرو "مازالت هناك فرصة لصعود أكبر في هذه السوق لكن الامر يزداد صعوبة. لم نذلل كل العقبات بعد على جانب الامدادات والطلب مازال قويا." ويشعر المتعاملون بالقلق من أن ينفذ مقاتلون موالون للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر تهديدهم بتخريب البنية الاساسية النفطية بعد أن أغارت القوات التي تقودها الولايات المتحدة على مدينة النجف لسحق انتفاضة أنصار الصدر المستمرة منذ أسبوع. وقال متحدثون باسم الصدر يوم الجمعة انه أصيب في القصف الامريكي وحالته غير معروفة. وأعاد العراق يوم الخميس فتح خط أنابيب تصديري في الجنوب كان يجري اصلاحه بعد هجوم يوم الاثنين الماضي. وتراجعت صادرات النفط بمقدار النصف تقريبا الى أقل قليلا من مليون برميل يوميا بعد العملية التخريبية.
وهناك مخاوف كذلك من أن يوءدي الاستفتاء المقرر يوم الاحد المقبل في فنزويلا الى أعمال عنف اذا هزم شافيز مما يعرض شحنات النفط من البلاد للخطر. وأصدر وزير النفط الفنزويلي رافاييل راميريز تأكيدات يوم الخميس بأن كراكاس ستضمن استمرار تدفق امدادات النفط أيا كانت نتيجة الاستفتاء. ومازال عدم التيقن يحيط كذلك بصادرات النفط من شركة يوكوس الروسية التي مازالت تجاهد حتى لا تشهر افلاسها وتمكنت حتى الان من تجنب تعطيل امداداتها البالغة نحو 1.7 مليون برميل يوميا.
وأدت المخاوف بشان الامدادات الى زيادة السعر بنسبة 23 بالمئة أو أكثر من 8.60 دولار للبرميل منذ نهاية يونيو حزيران الماضي. وتراجع انتاج النفط الامريكي في خليج المكسيك هذا الاسبوع بسبب عاصفة في حين أظهرت بيانات الحكومة انخفاضا كبيرا وغير متوقع في مخزونات النفط الخام.
وظل الطلب قويا. فأظهرت بيانات حديثة من الصين يوم الجمعة أن واردات النفط الخام الى الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم زادت بنسبة نحو 40 بالمئة الى 70.63 مليون طن أي 2.49 مليون برميل يوميا في الاشهر السبعة الاولى من عام 2004 بالمقارنة بالعام الماضي. ويبدو أن الطلب على النفط في الصين والذي قدرت وكالة الطاقة الدولية أن ينمو بنسبة 15 بالمئة هذا العام لم يتأثر بدرجة تذكر بجهود بكين لكبح جماح اقتصادها الذي ينمو بشكل محموم. وقالت السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم ان لديها طاقة غير مستغلة تبلغ 1.3 مليون برميل يوميا يمكنها تشغيلها اذا تطلب الامر رغم أن بعض المحللين يشككون في امكانية حدوث ذلك على الفور ويعتقدون أنه قد يستغرق ثلاثة أشهر.
التعليقات