أحمد عبدالعزيز من موسكو:رأت آخر المعطيات الإحصائية أن جميع مواطني روسيا قد وصلت دخولهم في النصف الأول من عام 2004 إلى 4 ترليون و823 مليار روبل (1 دولار=29 روبل). وسجلت الهيئة الحكومية الفيدرالية للإحصاءات 20% تزايدا في الدخول خلال النصف الأول من عام 2004 مقارنة بنفس الفترة من عام 2003. ولكنها أكدت في ذات الوقت على إن المواطنين يجنون بهذه الزيادة ثمار النمو الاقتصادي العاصف، ولكن كما اتضح مع الأسف أن توزيع الدخول غير عادل على الإطلاق. إذ حصل 10% من المواطنين الأكثر ثراء على 30% من الدخل العام. وهذا المعدل يتزايد بشكل ثابت في الفترة الأخيرة.
وأظهرت الإحصائيات الحكومية الفيدرالية في النصف الأول من عام 2002 أن 10% من الأغنياء الروس حصلوا على 3ر29% من إجمالي الدخل القومي. وتظهر اللوحة أكثر وضوحا إذا نظرنا ليس إلى ما يحصل عليه 10% من أكثر الناس ثراء في روسيا، وإنما إلى نسبة 20% من هذه الشريحة. والنسبة الأخيرة، كما تؤكد الهيئة الحكومية الفيدرالية للإحصاء، تحصل على 50% من الدخول المالية لجميع مواطني روسيا. وأكد الاقتصاديون الروس أن الهوة تتسع في "هدوء" شديد بين الأغنياء والفقراء في روسيا عموما، وفي المدن الكبرى على وجه الخصوص. وأظهرت الإحصاءات الأخيرة أن إعادة تشكيل الطبقات في المجتمع الروسي تسير على نحو مستقر نسبيا، بينما "الطبقة المتوسطة" لم تتشكل بعد أو تظهر لها ملامح. ويرى الخبراء أن الذنب الحقيقي يقع على عاتق المنظومة الاجتماعية الروسية غير الفعالة والموجهة أساسا إلى إعادة توزيع الدخل.
على الطرف الأخر يقف 10% من أكثر المواطنين الروس فقرا. إذ يحصلون على أقل من 2% من الإجمالي العام للدخول المالية. والمدهش أن هذه النسبة لا تتغير. وفي عام 2002 كان أكثر الناس فقرا في روسيا يحصلون على 1ر2% من إجمالي الدخل القومي. ويرى غالبية خبراء الاقتصاد من أنصار الإصلاحات الجديدة أن زيادة عدد الأغنياء عموما في روسيا، وتضخم ثراء البعض منهم على وجه الخصوص، بينما الفقراء يسيرون على خط ثابت من حيث الفقر، يعتبر أفضل من سنوات التسعينات العشر التي ساد فيها انهيار اقتصادي فظيع، وازداد فيها الأثرياء ثراء، والفقراء فقرا.
التعليقات