اسطنبول استيقظ الاتراك الذين تعودوا على اسعار بالملايين وربما المليارات من الليرات يوم السبت على اوراق نقد نزعت منها ستة اصفار في تحرك يأمل كثيرون ان يكون ايذانا بمستقبل اوروبي اكثر اشراقا.

وبالعملة الجديدة يصبع ثمن قدح القهوة نحو اربع ليرات تركية جديدة وليس اربعة ملايين ليرة من الصنف القديم للعملة.

وقد كانت العملة منذ وقت طويل رمزا للخزي القومي كما انها تصيب بالحيرة الزوار الاجانب وتذكر الاتراك بثلاثة عقود من الفوضى السياسية والتضخم المفرط.

وقال رئيس الوزراء طيب اردوغان بعد ان سحب نقودا من ماكينة للنقد الالي في بلدة سفرانبولو في شمال غرب البلاد حيث يقضي عطلة العام الجديد مع أسرته "نحن سعداء جدا ان تخلصنا من هذا الخزي لاوراق نقد متعددة الاصفار."

ونقلت عنه وكالة انباء الاناضول قوله "يسعدنا ان نعيد لليرة التركية كرامتها."

وينظر الى طرح العملة الجديدة على انها جزء من سعي تركيا لتبرهن للاتحاد الاوروبي على ان لديها اقتصادا قويا قائما على قوى السوق قبل بدء محادثات الانضمام الى الاتحاد في اكتوبر تشرين الاول. وقد هبط معدل التضخم من 150 في المئة في اواسط التسعينات الى رقم في خانة الاحاد.

وكان الاتراك يفخرون مع بعض الاسى بان لديهم اكبر فئة من اوراق النقد في العالم وهي ورقة نقدية من فئة 20 مليون ليرة. وسيتم التخلص تدريجيا بحلول عام 2006 من هذه الورقة وغيرها من اوارق النقد القديمة على ان تستخدم المجموعتان القديمة والجديدة من اوراق النقد خلال فترة انتقالية.

وسوف تعود العملات المعدنية التي تشبه في شكلها عملات اليورو ايضا الى الاستخدام الواسع. ويعادل الدولار 1.345 ليرة تركية جديدة.

وكما كان الحال من قبل فان العملات المعدنية واوراق النقد ستحملان صورة مصطفى كمال اتاتورك مؤسس الجمهورية التركية العلمانية الحديثة.

ورحب الاتراك بالليرة الجديدة حينما خرجوا للتسوق في الساعات الاولى من صباح يوم السبت وكان البعض مندهشا بالفئات الصغيرة للعملة.

وقال ارضى سيد اوكتين وهو فني عمره 20 عاما من العاصمة انقرة "اعتقد انها ستكون مفيدة للاعمال فكلما قلت الاصفار سهلت عمليات الحساب."

وقال مسؤولون من البنك المركزي الذي اشرف على التحول الى الليرة التركية الجديدة ان العملية كلها سارت بسلاسة ودونما اي متاعب.

وقال شرتاج اوزينال المدير العام لمجموعة بنوك بطاقات الائتمان (بي.كيه.ام) "تحول نحو مئة في المئة تقريبا من النظام المصرفي كله بنجاح الى النظام الجديد في كل المعاملات بعد منتصف الليل بثلاث دقائق."

وكتب ايردال شاجلام المعلق الاقتصادي البارز في صحيفة حريات الواسعة الانتشار يقول "الليرة التركية الجديدة ليست مجرد عملة بدون ستة اصفار لكنها أيضا تبعث الامل في انتهاء غلاء المعيشة والتضخم الجامح."

ومن المتوقع ان يقل معدل التضخم السنوي على مستوى المستهلكين لعام 2004 المقرر الاعلان عنه يوم الاثنين عن المستوى المستهدف عشرة في المئة وهو اقل مستوى للتضخم في ثلاثة عقود.

وقال شاجلام "يجب ان تتفادى الحكومة اي تكاسل من جراء تراجع التضخم وان تواصل السعي لتخفيضه اكثر الى اثنين او ثلاثة في المئة."

وكانت الحكومة وقعت الشهر الماضي اتفاقا مع صندوق النقد الدولي لمنحها قرضا جديدا تحت الطلب قيمته عشرة مليارات دولار بعد برنامج ناجح مع الصندوق قيمته 19 مليار دولار ساعد في ازالة اثار الازمة الاقتصادية الطاحنة عام 2001 .

من اركان ارسوي