سورية تشهد أعلى نسبة ارتفاع بأعداد السياح الزائرين في المنطقة

- مواطنو دول الخليج والعرب العاملين ينفقون 30 مليار دولار على السفر والإقامة

- انخفاض عدد الزوار السعوديين إلى الولايات المتحدة بسبب تداعيات 11 سبتمبر

عصام المجالي من عمّان:توقع خبير اقتصادي عربي أن يستمر النمو القوي في القطاع السياحي لدول المنطقة خلال الخمسة إلى عشرة أعوام المقبلة الأمر الذي سينعكس إيجاباً على قطاع السفر والفنادق.

وقال د.هنري عزام الرئيس التنفيذي – جوردإنفست أن هذا الانتعاش سيؤدي إلى إتاحة فرص استثمارية واعدة في السوق المحلي والإقليمي، ويتوقع بناء 150 فندقاً على الأقل في دول المنطقة خلال السنوات القليلة المقبلة، وهذا يمثل أحد أهم الفرص الاستثمارية المتاحة عالمياً في قطاع الفنادق.

وأضاف في دراسة له تحت عنوان" فرص استثمارية واعدة في قطاع الفنادق والسياحة لدول المنطقة" أن معظم الاستثمار في القطاع السياحي لدول المنطقة والذي يشمل بناء الفنادق والمرافق السياحية المختلفة جاء من قبل رؤوس أموال عربية.

وأشار إلى أن معظم مشغلي الفنادق الأميركيين والأوروبيين ما زالوا مترددين في زيادة استثماراتهم بسبب عوامل عدم اليقين التي تشهدها المنطقة، بخلاف مشغلي الفنادق الآسيويين الذين رفعوا من إستثماراتهم وتواجدهم في الدول العربية بهدف الاستفادة من الفورة التي تشهدها هذه الدول في القطاع السياحي.

وأكد انه بالرغم من عوامل التوتر وعدم اليقين في كل من العراق وفلسطين، سجلت دول المنطقة ثاني أعلى معدل نمو في أعداد السياح هذه السنة بعد منطقة الشرق الأقصى، وبحسب منظمة السياحة العالمية، وشهدت الدول العربية ارتفاعاً في أعداد السياح فاق 24% خلال الثمانية أشهر الأولى من العام الماضي مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق، ليصل إجمالي عدد السياح إلى 43 مليون سائح.

وشهدت سورية أعلى نسبة ارتفاع بين دول المنطقة في أعداد السياح الزائرين إذ وصلت هذه النسبة إلى 52% خلال الثمانية أشهر الأولى من 2004، مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق، كما طرأ ارتفاع في أعداد السياح لكل من مصر 49%، ولبنان 30%، والبحرين 19% والأردن 18% ودبي 9%.

وقال عزام أن هذه الزيادة في أعداد السياح تعود إلى عدة عوامل أهمها نمو السياحة البينية داخل المنطقة العربية نفسها والتي أصبحت تشكل حوالي 42% من إجمالي حركة السياحة لهذه الدول.

وطبقاً لمنظمة السياحة العالمية، يتوقع أن تواصل معدلات نمو أعداد السياح بنسبة 1.7% سنوياً حتى عام 2020، وفي الأردن يتوقع أن يرتفع عدد السياح من حوالي 8.1 مليون سائح العام إلى 8.2 مليون سائح في عام 2010، على أن تصل عوائد المملكة من السياحة إلى حوالي 8.1 مليار دولار في نهاية هذا العقد.

ويفضل السياح العرب يفضلون الرحلات القصيرة إلى دول المنطقة التي يشتركون مع سكانها في اللغة والثقافة ويلقون فيها الترحيب بدلاً من التعرض إلى عمليات الاستجواب والتفتيش في مطارات الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.

وصدرت أرقام عن وزارة التجارة الأميركية تضمنت إحصاءات حول حركة السياحة العربية إلى أمريكا، مقارنة بين العام 2000 (قبل هجمات 11 أيلول(سبتمبر) 2001، وبين العام 2003.

وتكشف هذه الأرقام التراجع الحاد في عدد الزوار العرب إلى الولايات المتحدة والذي شمل معظم الجنسيات، وانخفض عدد الزوار السعوديين إلى الولايات المتحدة من 320ر75 زائر في العام 2000 إلى 727ر18 زائرِ في العام 2003، أي بتراجع نسبته 75ر1%.


ويتميز السياح العرب وخاصة الخليجيون منهم بارتفاع معدلات الإنفاق على السفر والسياحة في الخارج، وهم يفضلون الدول التي تتوفر فيها وسائل المتعة والراحة والتسوق والترفيه العائلي. وفي حين أن معظم السياح الأجانب يزورون دول المنطقة لمرة واحدة فقط للتعرف على المناطق الأثرية والتراث التاريخي مثل الأهرامات والأقصر والبتراء وبعلبك وغيرها، نجد أن السياحة العربية البينية هي سياحة متكررة هدفها الاستجمام والراحة. وطبقا لمنظمة السياحة العالمية، فقد أنفق كل من مواطني دول الخليج والمغتربين العرب العاملين في هذه الدول العام الماضي حوالي 30 مليار دولار على السفر والإقامة، وبلغ معدل إنفاق الفرد الواحد في الرحلة 874ر1 دولار مقارنة مع 936 دولار كمعدل إنفاق الفرد الأوروبي.