اعتدال سلامه من برلين:منذ إعلان مدير البنك الدولي الحالي الاسترالي الاصل الاميركي الجنسية جيمس فولفنسن أنه سيستقيل مطلع شهر حزيران ( يونيو) القادم. والبحث جار عن مدير جديد .وكان فولفنسون صرح في حديث صحافي له أن العشرة سنوات التي أمضاها كأعلى مسؤول في أكبر مؤسسة مالية دولية تكفي ويريد التفرغ لقضايا أخرى مثل الكتابة والمطالعة. والجدير بالذكر أن البنك الدولي ومركزه واشنطن أهم أكبر مؤسسة مالية في العالم لمنح الدول النامية قروضًا لاستخدامها في تنفيذ مشاريع إنمائية، في الوقت نفسه تعتبره عدة دول تراكمت عليها الديون من أكبر المؤسسات استغلالا للثروات الوطنية، فنتيجة الفوائد المتراكمة وخدمة الديون يصبح في الكثير من الأحيان حجمها أضعاف المبالغ التي اقترضت.
وحسب قول فولفنسون اعتقد أن السنوات التي تفرغت بها للبنك كافية وسوف أسلم المسؤوليات لشخص غيري، لكن إذا ما تعذر العثور على خلفي لي سوف امتثل لرغبة الدول الكبيرة صاحبة النفوذ في المؤسسة.
ولم يكن تصريح مدير البنك الدولي غير متوقع فهو أظهر في شهر تشرين الثاني( نوفمبر) العام الماضي رغبته في فترة رئاسية ثالثة لكنه ربطها بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية وفوز الديمقراطيين. وقال يومها مازال أمامي الكثير لإنجازه وقد تتاح لي الفرصة لذلك.
لذا تعيد بعض المصادر المطلعة قراره إلى التوتر الدائم بينه وبين إدارة الرئيس بوش بسبب مخططات تمويل المئات من المشاريع الإنمائية ومساهمة البنك الدولي فيها، وكتبت الصحف الأميركية في شهر نيسان( أبريل) عام 2003 عن خلافات حادة بينه وبين وزير المال الأميركي جون سنوو . فبعد الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين طلب منه الوزير تقدير سريعا للعون المالي المطلوب للعراق، وكان مصرا على إدخال تغيير على القروض التي أقرها البنك.

وحسب تقاليد البنك الدولي الذي أسس عام 1944 تعين الحكومة الأميركية مديرا له، لأنها أكبر المساهمين فيه من بين 184 دولة ولها الحق الأكبر في التصويت وكان الرئيس السابق بيل كلنتون اختار جميس فولفنسون عام 1995لهذا المنصب، لكنه لم يحظ بمساندة المحافظين مع انتقال الرئاسة إليهم.