لا يزال الغموض يحيط مستقبل 6 شركات طيران أميركية غارقة في الديون ومعرضة للافلاس. من المتوقع أن يبلغ مجموع الخسائر 4.5 مليارات دولار لعام 2004 اضافة لمبلغ 23 مليار دولار خسرتها الشركات منذ عام 2001.
خسرت الخطوط الستة مئات الاف الزبائن لشركات منافسة صغيرة الحجم قليلة التكاليف واسعار تذاكرها ارخص من تذاكر الشركات الكبيرة.

تعاني الشركات الكبيرة تضخّما في فاتورة الرواتب حيث تدفع رواتب عالية للطيارين والموظفين، واذا اضفنا تأثير الحادي عشر من أيلول(سبتمبر) عام 2001 وارتفاع اسعار الوقود وكلها مجتمعة ضربت صناعة السفر ضربة مؤلمة ولم تستطع استرجاع عافيتها.

استطاعت خطوط "اميركان ايرلاينز" تجنب الافلاس العام الماضي وتمكنّت من خفض تكاليف تشغيل طائراتها بمبلغ 2.2 مليار دولار وتوقفت عن تقديم وجبات مجانية للزبائن على متن طائراتها.

وشركة " دلتا ايرلاينز" التي تخسر 5 ملايين دولار يوميا تمكنّت من التخلص من 16 ألف موظف خلال الأعوام الثلاثة الماضية ويتوقع أن تقوم بتسريح 7000 موظف آخرين في الاسابيع المقبلة لكي تخفّض التكاليف . وأنقصت شركة "كونتيننتال ايرلاينز" عدد العاملين في الشركة بنسبة 25% اي تم تسريح واحد من كل اربعة موظفين منذ الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) عام 2001.

ويتوقع بعض المحللون أن الهزات التي تواجه صناعة السفر والطيران الاميركية ستؤدي الى افلاس عدد من هذه الشركات. ومن الجدير بالذكر أن "يونايتد ايرلاينز" و" يو اس ايرويز" تخضعان لاجراءات انقاذ من الافلاس ومن المتوقع أن شركة "دلتا" ستواجه المصير نفسه. وبعد ان عانت "يو اس ايرويز" تدهورا كبيرا في حجم الشغل اثناء موسم العطل في الاسبوعين المنصرمين فهي معرضة أكثر من غيرها للافلاس او البيع او عملية انقاذ من موت حتمي. و قد تقدمت الشركة بالتماس للمحكمة المختصة للحماية من الافلاس تحت بند 11 من الدستور.

وتواجه شركة " يو اس ايرويز" امتحانين صعبين في الايام القليلة المقبلة.
الاول: في السادس من هذا الشهر عليها التوصل الى اتفاق مع عاملي التصليح (الميكانيكيين) وعمال آخرين يسمونهم (الارضيين لتمييزهم من عمال الجو) لخفض التكاليف خاصة في الرواتب والفوائد الاخرى. واذا لم يتم التوصل الى اتفاق سيفرض قاضي المحكمة المبالغ التي يجب خصمها والاقتطاعات الاخرى ومنهج العمل الجديد. هذا قد يؤدي الى تأخير في الرحلات وفقدان الحقائب والغاء رحلات عديدة.
الامتحان الثاني: يتعين على " يوس ايرويز" أن تتقدم بتاريخ 14 كانون الثاني(يناير) بنقود جديدة تبلغ 100 مليون دولار أو ما يعادل ذلك من تخفيضات في تكاليف التشغيل لتستطيع أن توفي بالتزاماتها مع شركة جنرال اليكترك التي قدمّت قروضا كبيرة للشركة.

ولا يوجد دلائل تدعو الى التفاؤل حيث ان العلاقة بين الشركة والعاملين فيها سيئة جدا خاصة بعد أن تغيب اكثر من ثلث الموظفين عن العمل بحجة المرض خلال موسم عطل اعياد الميلاد. وقد أدّى غياب الموظفين عن العمل ورداءة الطقس الى الغاء اكثر من 400 رحلة جوية واختفاء اكثر من 10 الاف حقيبة امتعة للمسافرين ما خلق فوضى عارمة في المطارات.

زادت مشاكل الطائرات عندما الغت الحكومة عام 1978 قوانين انظمة الطيران وفتحت ابواب المنافسة على مصراعيها ودخل الحلبة شركات صغيرة تعمل بتكاليف اقل و بأسعار اقّل. لا شك أن اسعار الوقود المرتفعة واحداث 11 ايلول(سبتمبر) 2001 زادت مشاكل خطوط الطيران في الولايات المتحدة وستشهد الاسابيع المقبلة تطورات كبيرة في مجال النقل الجوي المدني في اجواء الولايات المتحدة.