بروكسل: تقول المفوضية الاوروبية في بروكسل والتي تدير آليات التعامل التجاري الدولي للاتحاد الاوروبي وملف المبادلات مع العالم الخارجي إنها تفضل أسلوب الحوار مع الصين وتجنب المواجهة معها في ملف النسيج الحيوي والحساس. ووضعت كافة الدول المنتمية لمنظمة التجارة العالمية بدءا من أول كانون الثاني (يناير)الجاري حدا لنظام الحصص في قطاع النسيج بعد سنوات من المفاوضات الشاقة والمساومات بينها.
ويشمل هذا الانقلاب حركة تجارية يبلغ حجما 196 مليار دولارا سنويا بالنسبة للأقمشة و226 مليار دولار بالنسبة للملابس.

وتعتبر الصين المستفيد الأول من الوضعية الجديدة المسجلة على سوق النسيج العالمي و يخشى المتعاملون الاوروبيون ان تغزو المنتجات الصينية من الأقمشة والملابس أسواق الاتحاد الأوروبي بشكل غير مسبوق وإغراقه بكميات ستشل قطاع النسيج الأوروبي برمته. وقال مسؤول كبير في المفوضية الاوروبية في بروكسل ان خطة التحرك الاوروبية الحالية تبدو واضحة و بسيطة في مواجهة الصين وتتمثل في مبادئ عامة رئيسية قوامها احترام التعهد الدولي المعلن في عام 1994 في إطار منظمة التجارة الدولية أولا وحماية الدول الفقيرة تجاه الهجمة الصينية ثانيا و ثالثا رفض تحمل الاتحاد الأوروبي أية إجراءات وقائية للحماية من قبل الشريك الأميركي و رابعا و أخيرا تنفيذ خطة استراتيجية مكتملة لاعادة هيكلة قطاع النسيج الأوروبي.

وقال عضو الجهاز التنفيذي الأوروبي المكلف بشؤون التجارة العالمية البريطاني بيتر مندلسون في أول تحرك حاسم له منذ استلامه لمنصبه في بروكسل يوم 22 تشرين الثني (نوفمبر) الماضي ان استراتيجية التعامل مع الصين يجب ان تتركز على عنصر الاحتواء وليس المواجهة وعدم اعتبار بكين تهديدا للأوروبيين وإلا فإنها ستتحول بالفعل إلي ذلك(...). وقبلت الصين بوضع أنواع من صادراتها إلى أوروبا من القماش والملابس الجاهزة تحت نظام الحصص ولكنها سيطرت حتى الآن عمليا على عشرين في المائة من السوق الاوروبية . وتقول المفوضية ان الدول المهددة بالنسيج الصيني هي بالدرجة الأولى الدول التي تعتمد على قطاع صناعة الملابس والأقمشة وفي مقدمتها المغرب وبنغلادش و موريشيوس . ويتجه الاتحاد الأوروبي في مواجهته الحاسمة مع الصين إلى وضع آلية مراقبة تدريجية للصادرات الصينية من الملابس الأقمشة الحساسة قبل تعويض ذلك بنظام إحصاء جمركي ف نهاية العام الجاري .

ويخشى أصحاب مصانع الملابس في أوروبا ان يتم إغراق السوق الاوروبية بكميات الملابس والأقمشة الموجهة أصلا للولايات المتحدة والتي سترفضها السوق الأمريكية المعتمدة على قوانين محددة للحماية. وتعول الدول الاوروبية في المستقبل لمواجهة الهجمة الصينية وسياسة الحماية الأميركية على التقنية الحديثة لتصنيع كميات كبيرة من الأقمشة ذات النوعيات المتميزة والتحكم في سوق الملابس الجاهزة و ذات العلامات المحمية.
ووضعت المفوضية في بروكسل فريق عمل لهذا الغرض لتحديد استراتيجية مشتركة لدول الاتحاد بهدف غزو الأسواق الأجنبية من جهة وحماية لملكية الفكرية من جهة أخرى أي التصدي للصين بوسائل ذكية وقانونية وليس إعلان الحرب ضدها...