نهاد اسماعيل من لندن: ينعم شمال العراق بنوع من الهدوء والرخّاء النسبي وتشهد المنطقة الكردية نشاطا محموما في مشاريع البناء والتعمير إذ ان الوضع الامني في المناطق الكردية يسمح بتنفيذ المشاريع والتركيز على الشأن الاقتصادي. وهناك ابعاد وطموحات سياسية قد تغضب من يؤمنوا بوحدة العراق،فالاكراد يريدون استرجاع كركوك وعكس سياسة التعريب البعثية والحصول على حكم ذاتي ضمن عراق فيدارالي. فالاقتصاد في المناطق الكردية ينمو بسرعة هائلة بالمقارنة مع بقية العراق بالتالي فان التضخم المالي اقل والبطالة اقل من بقيةالمناطق العراقية الا انه لا يمكن تحديد نسب دقيقة لعدم تواجد معلومات موثوقة في المرحلة الراهنة.

لا يمكن تجاهل براغماتية الاكراد وتفاؤلهم في المستقبل وأفضل مثال على ذلك مدينة اربيل. تشهد اربيل في الوقت الحالي عملية بناء نشطة تشمل مستشفيات، وشقق، ومراكز تسوّق وفنادق اخرها فندق اربيل الذي افتتح في تشرين الاول (اكتوبر)عام 2004 هو رمز للحركة العمرانية ويتألف من 10 طوابق ويضاهي الفنادق الغربية.

ويحتوي برنامج قائمة التحالف الكردستاني الانتخابي اكثر من 20 بندا ، تتضمن فقرات حول الاقتصاد . هذه الفقرات التي تشدد على ضرورة اتباع مبادئ الشفافية والنزاهة في التعامل، وتطبيق الاقتصاد الحر الرأسمالي و توزيع عادل للثروات ووضع آليات لتخفيف البطالة ورفع مستوى المعيشة وبناء البنية التحتية.


كل هذا الازدهار يحدث في الوقت الذي يجتاح العنف والقتل والتفجير بغداد والمناطق الاخرى جاعلا من القطاع الكردي أشبه بواحة سلام . فالحركة العمرانية والمشاريع تسير على قدم وساق .إضافة الى الان الذي يحافظ عليه 80 ألف عنصر من البيش ميرغا الذين يتميز افرادها بالانضباط والتدريب العالي.وذلك حسب تقديرات صحيفة الهيرالد تريبيون الدولية .

كل هذه الامور تجعل الاكراد يرغبون في الاستقلال لكنهم يعلمون ان تركيا وايران لا تشجع هذه الخطوة لذا عليهم القبول بالنظام الفيدارالي العراقي والمشاركة في الانتخابات .وكان حميد افندي وزير البيش ميرغا في حكومة كردستان الاقليمية قد صرح في لقاء صحافي مؤخرا " ما نريده هو السيطرة على كركوك والحصول على حصة عادلة من الثروة النفطية وسنقاتل من اجل ذلك". ولكنه يلقي باللوم على الاميركين لوقوفهم عقبة امام تحقيق هذه الطموحات .فكركوك تبقى مدينة متوترة ويعيش فيها مزيج من العرب والتركمان والاكراد.

ومما لا شك أن المناطق الكردية تتأثر باعمال العنف والتخريب التي تحدث في الموصل والتي أدت الى ارتفاع كبير في أسعار الوقود وبترول السيارات كما ان اعمال التخريب والتدمير لانابيب نقل النفط من الموصل وكركوك الى تركيا في الشمال لا تؤثر على المناطق الكردية فحسب بل على على اقتصاد العراق باجمعه.