نهاد اسماعيل – لندن

الضرر الاقتصادي الناتج عن "مد سونامي البحري" ليس حادا وأقل تكلفة من وباء السارز (مرض الالتهاب الرئوي) الذي اجتاح آسيا ولا سيما الصين عام 2003.

الامواج الاعصارية لطمت 33 الف كم من الشواطيء وقتلت 150 الف نسمة ولكنها لم تدمّر أي موانيء كبرى او منشأت صناعية. حدثت اضرار لقوارب وسفن ولكن الدمار لم يكن شاملا .

ورغم اعداد الضحايا الكبيرة، التأثير على الجبهة الاقتصادية كان محدودا. وحسب معلومات من شركة مسح بالاقمار الصناعية تعمل في المنطقة لم يحدث اي كوارث اقتصادية على الارض لمصانع او موانيء او مراكز تجارية هامة.

ولحسن الحظ لم تتوغل الامواج مسافات كبيرة فوق اليابسة ولم تتعدى سوى 100 الى 200 متر من الشاطيء حسب التقارير الواردة من المواقع. المناطق الساحلية التي استوعبت اشد الضربات هي قرى صغيرة تعتمد على صيد الاسماك ويتواجد فنادق صغيرة وطرق وبيوت عائمة من الخشب ولا يوجد منشأت اقتصادية ضخمة.

وحسب تقديرات شركة "مجموعة يورو-آسيا الاستشارية " التي مقرها بانكوك في تايلاند أن ثلثي المناطق السياحية في تايلاند لم تتأثر.

وهناك اجماع ان تأثير مرض السارز (SARS) ادى الى ضرر اقتصادي أكبر للدول الاسيوية خاصة الصين، تايوان وهونغ كونغ ولكن عدد الضحايا اثر كارثة سونامي يزيد بكثير عن ضحايا السارز.

في الهند مثلا تتركز المجمعات الصناعية في مومباي في الساحل الغربي الذي لم يتعرض الى أي ضرر. وكذلك مدينة وميناء كولومبو في سريلانكا تقع في ا لساحل الغربي ولم تصلها الاعاصير. وتنفست الحكومة الهندية الصعداء ان المنشأة النووية في "كالباخام" في الهند نجت من الاعاصير.

وفي اندونيسيا التي استوعبت اشد الضربات لم تتأثر الصناعة النفطية وتجمعات التصنيع الاخرى. ومركز الزلزال البحري في سوماطرة بعيد جدا عن المنطقة الصناعية في جافا. وحتى منشأت النفط والغاز في اقليم"بندا آشه" الذي تلقى ضربة قاسية هربت من الدمار لكونها في البحر ومرّت الامواج الاعصارية من الاعماق السفلى في البحر.

.

ولم تتأثر الاسواق كثيرا. وارتفعت بورصات تايلاند واندونيسيا والهند بنسبة 1 الى 2% بعد حدوث المد البحري . ويعتقد المحللون ان اعادة بناء مناطق مدمّرة عادة يأتي بالفوائد لتلك المناطق. ونزلت قيمة العملات بنسبة طفيفة ولكن التجارة العالمية مع البلدان المتأثرة لم تتوقف لأن الشحن يتم من موانيء بعيدة عن المناطق التي تعرضت للكارثة.

والسياحة ستتأثر ولكن على مدى قصير وتشكل السياحة 2.5% من الدخل الوطني الاجمالي(GDP ). والذين تلّقوا اشد الضربات لا يلعبوا دورا كبيرا في التجارة العالمية.

وتقدر التكاليف اعادة البناء بحدود 10 مليارات دولار. مقارنة مع اعاصير خليج المكسيك في خريف عام 2004 الذي ادى الى خسارة اقتصادية تعادل 50 مليار دولار ووفاة مئة شخص فقط.

والاعاصير التي عصفت في خليج المكسيك في شهر اكتوبر (تشرين الاول) عام 2004 دمّرت منشأت وموجودات هامة من مصافي تكرير نفط ومنصات انتاج ومحطات ضخ وموانيء وانابيب وفنادق كبيرة ومحطات كهرباء وشبكات تزويد الغاز.