نهاد اسماعيل منلندن: واصل الدولار ارتفاعه لليوم الثاني على التوالي مقابل العملات الرئيسية لا سيما اليورو.وفي تعاملات شهر كانون الاول(ديسمبر) 2004 وصل اليورو الى 1.37 دولار وكانت المخاوف والتوقعات أن يستمر انهيار الدولار حتي يخترق اليورو حاجز 1.40 دولار. وتأهب المضاربون والمتعاملون لذلك، مما دفع بعض المحللين للتنبؤ أن البنك المركزي الاوروبي سيتدخل لايقاف تصاعد اليورو الذي جلب الضرر للاقتصاد الاوروبي.

انتعاش الدولار جاء على خلفية ظهور بيانات ايجابية على جبهة الوظائف حيث ازداد عدد الوظائف فيكانون الاول(ديسمبر) 157 الف وظيفة جديدة،وكذلك التلميحات من الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) أن اسعار الفائدة قد ترتفع وهذا عزز قيمة الدولار وانقذه من الحضيض.

والمجهول الان هو هل يستمر الدولار في الانتعاش وبذلك يخفف الضغط على اليورو وتكون عملية تصحيحية ورجوع الدولار الى مكانته السابقة.

الا ان وضع الدولار وعلاقته بالعملات الاخرى يبقى مصدر قلق للاسواق، والمشكلة ليست جديدة. فقبل أكثر من 30 عاماعلّق وزير الخزينة في عهد ريتشارد نيكسون قائلا: " الدولار هو عملتنا، ولكنه مشكلة الاخرين".. وكلامه لا يزال صحيحا.و أكد صحة هذه النظرية ودويتشيه بنك الالماني عندما قدّر مؤخرا أن هبوط 10% من قيمة الدولار يقلل دخل قطاع صانعي السيارات في المانيا بنسبة 16% والعكس هو صحيح بالنسبة للمصانع الاميركية التي تصدر للخارج. كلما ينخفض الدولار في قيمته الصرفية، كلما ارتفعت الصادرات الاميركية.

وهذا يعزز النظريات المتفائلة بأن الاقتصاد الاميركي سينمو ويزدهر على حساب منطقة اليورو. ولا يزال بعض الخبراء يعتقدوا ان الجزء الاكبر لارتفاع اليورو يعود لعملية تصحيحية من عام 2000 عندما كان اليورو يعادل 0.82 دولار (اي 82 سنتا) أي اقل بكثير من قيمته الحقيقية. ولكنه الان بات مقدرا بأكثر من قيمته الحقيقية وحان الوقت لليورو ان يبدأ في الهبوط والدولار يواصل الصعود؟

وبناء على بيانات من المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية الاميركي أنه لا يزال هناك حاجة لانخفاض اضافي في قيمة الدولار يعادل 20 الى 40%.