بروكسل من علي اوحيدة

الحق الارتفاع الهائل لسعر صرف العملة الاوروبية الموحدة أمام الدولار الأمريكي خلال الفترة القليلة الماضية خسائر جسيمة بالمصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت وهو الجهة الرئيسية الراعية لليورو.

ويستشف من المؤشرات المتسربة عن حصيلة أداء المصرف بالنسبة للعام الماضي والتي ستنشر رسميا الخميس القادم بمناسبة أول اجتماع سنوي للهيئة النقدية الاوروبية ان مصرف فرانكفورت خسر ما يناهز المليار يورو خلال عام 2004 تضاف إلى مبلغ 477مليون يورو بالنسبة لعام 2003.

ولم تعلق الاوساط الاوروبية في بروكسل نهارالاثنين على هذا التطور السلبي والخطير المسجل على أداء المصرف المركزي الأوروبي الذي يدير السياسات النقدية لاثني عشرة دولة منتمية لمنطقة الوحدة الاقتصادية الاوروبية واعتمدت اليورو منذ أربع سنوات من الآن.

ولم يسجل مصرف فرانكفورت منذ إطلاق العملة الاوروبية فائضا في حساباته سوى عام 2002 حيث بلغت مكاسبه مليار و200 مليون يورو.

ويقول مسئولو إدارة شؤون العملة الاوروبية ان الخسائر اللاحقة بمصرف فرانكفورت هي من نفس الطبيعة التي لحقت بالعديد من المصارف المركزية الأخرى وتعود بشكل كبير لانهيار سعر صرف الدولار الأمريكي وهو انهيار فاق نسبة 16 في المائة خلال العام الماضي وحده.

ويمتلك المصرف المركزي الأوروبي والعديد من المصارف المركزية الاوروبية احتياطا متكونا بشكل رئيسي من الدولار الأمريكي وتحديدا سندات الخزانة الاتحادية في واشنطن و إصدارات صناديق التقاعد .

وقد تراجعت مكاسب مصرف فرانكفورت الأوروبي عل صعيد آخر بسبب المستوى المنخفض لأحجام الفائدة في جميع أنحاء العالم .

ويقول القسم النقدي للمفوضة الاوروبية في بروكسل انه يجب انتظار التقرير الرسمي الخميس القادم لمصرف فرانكفورت لمعاينة هذا التطور السلبي الجديد في إدارة اليورو.

ويمكن للهيئة النقدية الاوروبية ان تطالب برفع راس مال المصرف مباشرة من الدول الأعضاء الاثني عشرة في مجلس المحافظين كما انه يمكن ان تعوض جانبا من خسائرها عبر المكاسب التي تحققها لدى المصارف الوطنية من وراء إصدار الأوراق النقدية الاوروبية حاليا.

ولكن النتيجة الرئيسية لتأثير انخفاض الدولار الأمريكي على مكاسب المصارف المركزية داخل وخارج أوروبا سيتمثل دون شك في تراجع الاعتماد على الدولار كعملة احتياط في المستقبل.

وتتجه روسيا حاليا إلى الاعتماد اكثر فاكثر على الذهب ليستحوذ تدريجيا إلى جانب عدد من العملات والقيم المالية والمصرفية الأخرى على 65 في المائة من مجمل احتياطها مقابل 25 في المائة للدولار الأمريكي حسب تصريحات أدلى بها سريغي انياتفي محافظ المصرف المركزي في موسكو.

أما الصين الشريك النقدي الرئيسي والعملاق في العالم لواشنطن فإنها أعلنت بدورها إنها تفكر في قلب المعادلة الحالية لصالح الاعتماد على عملات أخرى ومنها اليورو بطبيعة الحال.

وأصبحت الصين رسميا منذ بداية العام الجاري الشريك التجاري الأول لأوروبا وبحجم مالي يفوق 150مليار دولار سنويا.

ولكن العديد من الدول الآسيوية الآخر وفي المقابل ستضل دون شك تراهن على المدى البعيد على الدولار و الإبقاء على سياسة شراء سندات الخزينة الأمريكية أي الحفاظ ولو مؤقتا على معادلة القوة النقدية القائمة وهي تصب في غالبها لصالح الدولار رغم تواضع أدائه في أسواق المال.

كتا ان الدول المصدرة للنفط امتنعت حتى الآن عن التلويح بالركون ف معاملتها مع الأسواق الى عملة أخرى غير الدولار العملة المرجع للمواد الأولية.