حقق ميزان التبادل التجاري الخارجي لتشيكيا فائضا قدره 2, 5 مليارات كورون الأمر الذي يعتبر أفضل نتيجة تتحقق في الأعوام العشرة الماضية .

وقد اعتبرت هذه النتيجة مفاجأة بالنسبة الى الاقتصاديين التشيك الذين كانوا يتوقعون أن يصل العجز في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي إلى نحو ستة مليارات كورون، ولذلك غيروا فورا تقديراتهم بشأن العجز النهائي في ميزان التبادل التجاري عن عام 2004 حيث بدأوا يتحدثون عن عجز يتراوح مابين 25ــ 32 مليار كورون أي نحو مليار يورو، فيما كانت تقديراتهم السابقة تتحدث عن عجز يتراوح مابين 40ــ 50 مليار كورون تشيكي وفي حال صدق هذه التوقعات فان هذا العجز سيكون الأفضل في ميزان التبادل التجاري الخارجي لتشيكيا خلال الأعوام العشرة الماضية.

ويرجع مكتب الإحصاء المركزي التشيكي سبب زيادة الصادرات عن الواردات إلى نجاح الشركات التشيكية في تصدير منتجاتها إلى أسواق دول الاتحاد الأوروبي ولاسيما من الالكترونيات والسيارات.

وحسب معطيات المكتب فان الصادرات في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) ارتفعت بمقدار 2, 32 % وقد احتلت فيها الصادرات من الآلات ووسائط النقل 5, 39% أما الواردات فقد ارتفعت بنسبة 4, 20%.

ويرى اقتصاديون تشيك أن المعطيات الجديدة تؤكد أن اقتصاد البلاد يتواجد في وضع جيد وقوي لان الزيادة في مجال الصادرات عن الواردات تمت للعام السادس على التوالي غير أن الفائض المسجل في تشرين الثاني(نوفمبر) كان الأكثر بروزا.

وحسب المكتب فان ميزان التبادل التجاري مع دول الاتحاد الأوروبي حيث تتوجه نحو 70% من الصادرات التشيكية قد انتهى بفائض لمصلحة تشيكيا مقداره 5, 25 مليارا وان الصادرات التشيكية الأكبر توجهت إلى ألمانيا وسلوفاكيا .

ويؤكد وزير الصناعة والتجارة التشيكي ميلان اوربان ان البلاد تتجه نحو نتائج تجارية متوازنة فالصادرات التشيكية تنمو بوتيرة عالية إلى درجة أنها أصبحت واحدة من الأسرع بين دول الاتحاد الأوروبي المتقدمة في هذا المجال وأن هذه النزعة التصاعدية يمكن لها أن تصمد حسب رأيه لفترة طويلة فقط في حال عدم ارتفاع أجور العمل واستمرار وصول الرأسمال الأجنبي بالشكل العالي الحالي له.

وعلى خلاف الفائض الذي سجل في ميزان التبادل التجاري مع دول الاتحاد الأوروبي فقد انتهى ميزان التبادل بين تشيكيا والدول التي لا تتمتع بالعضوية في الاتحاد بعجز قدره 3, 20 مليار كورون الأمر الذي دفع بوزير التجارة والصناعة إلى التأكيد بان وزارته ستحضر استراتيجية تجارية جديدة تجاه الصين وأميركا الجنوبية .

وفور الإعلان عن النتيجة الايجابية التي تحققت في ميزان التبادل التجاري الخارجي لتشيكيا عززت العملة المحلية الكورون قوتها تجاه اليورو والدولار بشكل واضح وتوقعت الأوساط المالية هنا أن يواصل الكورون التشيكي تعزيز قوته في هذا العام أيضا بالنظر للديناميكية التي تتصف بها السياسة التصديرية للبلاد والنمو الاقتصادي الجيد ورفع أسعار الفائدة المنتظر هذا العام كما ستساهم حسب هؤلاء في تعزيز الكورون خطط الخصخصة التي بدأت الحكومة تنفيذها هذا العام ولاسيما خصخصة حصة الدولة في شركة "تيليكوم " للاتصالات الهاتفية والتي يتوقع أن تحقق الدولة دخلا منها يتراوح بين 55 ــ 60 مليار كورون.