توصل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى اتفاق مبدئي يتمثل في التخلي عن الركون إلى تحكيم منظمة التجارة العالمة بشان الخلاف القائم بينهما حول الدعم المقدم أوروبيا إلى مؤسسة ايرباص لتصنيع الطائرات وأمريكيا إلى شركة بونيغ.

ولكن ورغم إعلان مفوض التجارة الأوروبي البريطاني بيتر مندلسون عن هذه الهدنة المؤقتة عقب اجتماع استثنائي للجهاز التنفيذي الأوروبي في ستراسبورغ وتأكيد الولايات المتحدة لذلك فان الخلاف بين الطرفين حول سياسة الدعم الحكومي لم يتم حله بالكامل .

وينص الاتفاق الأمريكي الأوروبي في الواقع على الالتزام الطرفين بالية تفوض لفترة ثلاثة اشهر قبل حسم الخلاف أمام منظمة التجارة العالمية وفي حالة اخفق المفاوضات.

ويريد الطرفان التوصل عمليا إلى صيغة تسمح برفع تدريجي للدعم المقدم لكل من ايرباص و بوينغ وعلى مراحل وتجنب الدخول في حرب تجارية جديدة ستكون مكلفة للطرفين .

ولوحت أوروبا حتى الآن بفرض غرامات مالية وإجراءات قسرية على المنتجات الأمريكية في حالة قيام واشنطن بمضايقة دخول أنواع منتقاة من المنتجات الاوروبية الحساسة وخاصة الزراعية .

وقال بيتر مندلسون مفوض التجارة الأوروبي ان الاتفاق الجديد المتعلق بالهدنة المعلنة هو بداية عملية طويلة وشاقة وليس تكريسا لمصالحة فعلية.

ويرى خبراء القسم التجاري في المفوضية في بروكسل أن الهدنة المعلنة بين ضفتي الأطلسي هي عودة الى نقطة الصفر المتمثلة في اتفاق عام 1992 أي قبل اعتماد القواعد الملزمة داخل منظمة النجارة العالمية.

وفي حالة ما إذا كللت المفوضات بين الطرفين بالنجاح فان الولايات المتحدة ستعمل على تعميمها على شركاء آخرين لها من منتجي الطائرات والمتعاملين في قطاع الصناعات الجوية مثل روسيا وكندا والهند.

وكانت واشنطن أطلقت العيار الحاسم في المواجهة التجارية مع الاتحاد الأوروبي في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي واعتبرت الدعم المقدم من قبل أوروبا لصناعة الطيران منذ خمس وثلاثين عاما خرقا فاضحا للأسس التجارية الدولية.

ورددت الدوائر الأوروبية باستمرار ان دعمها لمؤسسة ايرباص يعتبر دعما لصناعة ناشئة وهو ما تسمح به القواعد التجارية الأوروبية.

ويراهن الأوربيون حاليا على إعادة انتخاب الرئيس بوش لفترة ولاية ثانية وتمكنه من التخلص من تأثير قوى الضغط الصناعية في الولايات المتحدة لتسوية عدد من الملفت العالقة بن الطرفين الأوروبي والأمريكي في المجال التجاري وتخليه عن الوعود الانتخابية التي أطلقتها الإدارة الجهورية لكسب أصوات الناخبين.

وحيت أسواق المال الأوروبية الهدنة الأوروبية الأمريكية المعلنة وسجلت أسهم مؤسسة /أي أي دي اسُEADS لتصنيع طائرات ايرباص تقدما يناهز الاثنين في المائة .