نهاد اسماعيل من لندن: النفط يتسارع في طريقه الى سعر 50 دولار للبرميل وسط مخاوف أمنية في العراق يرافقها تنبؤات بطقس بارد شمال شرق الولايات المتحدة الأمر الذي يؤدي الى قلق بشأن تناقص مخزونات زيت التدفئة. وتستهلك منطقة الشمال الشرقي للولايات المتحدة 80% من امدادات وقود التدفئة في اميركا الشمالية. وقرار اوبك بخفض الانتاج اليومي بمليون دولار اعتبارا من اوائل هذا الشهر زاد وتيرة القلق في الاسواق.
لمست اسعار النفط الخفيف 48.40 دولار في التعاملات الاليكترونيةامس الخميس في بورصة النايمكس في نيويورك لعقود تسليم شهر فبراير (شباط) ولكنها استقرت على سعر 47.90 دولار للبرميل الخفيف قبل الاغلاق.

والتوقعات ان الاسعار ستستمر في الارتفاع وستخترق حاجز الخمسين دولار كما حدث في شهر اكتوبر (تشرين الاول) الماضي عندما وصلت الى سعر قياسي بلغ 55.67 دولار للبرميل. ولكن قدوم فصل الربيع خلال 3 شهور وتراكم المخزونات سيضغط على الاسعار وسنرى تراجعا الى اقل من 40 دولار بحلول شهر نيسان عام 2005 . وكل هذه التخمينات والتوقعات تستثني تطورات استثنائية كالحرب والارهاب والكوارث.
ارتفعت اسعار الغاز الطبيعي الى 6.44 دولارلكل مليون وحدة حرارية بريطانية (مليون ثيرمال بوينتس) وقفز وقود التدفئة الى 1.34 دولار للغالون الواحد وهذا يمثل 35% فوق اسعار العام الماضي.
ومن ناحية اخرى رفضت اوبك طلب العراق بتأجيل اجتماع اوبك المقرر عقده في الثلاثين من يناير (كانون الثاني)الحالي في فينا العاصمة النمساوية لان هذه التاريخ يتضارب مع تاريخ موعد الانتخابات العراقية.

وفي تطور أخر اشارت " نشرة فوربس الاقتصادية" في ساعة متأخرة من ليلة امس ان الحركة المحمومة في الاسعار ليست فقط نتيجة للعوامل التقليدية مثل نقص الامدادات والطقس البارد والمخاوف الامنية ولكن هناك عنصر أخر وهو نشاط صناديق التحوط والمضاربين الذي يحققوا ارباحا سريعة ويخلقوا ارتباكا في الاسواق مما يشجع الاسعار على الصعود.