تشهد أسواق قطاع غزة ركوداً ملحوظاً مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك ، بسبب الحصار و الإغلاق الشامل الذي تفرضه إسرائيل على كافة المعابر و المنافذ التي يتم عبرها نقل البضائع و المواد الأساسية إلى القطاع ، بالإضافة إلى ضعف القوة الشرائية لدى السكان الذي يعانون من وضع اقتصادي صعب بحكم الظروف الحالية .

و قال تجار في مدينة غزة لـ " إيلاف " ، إن الأوضاع الاقتصادية تسير من سيء إلى أسوأ مما يزيد من الأعباء الملقاة على كاهل الفلسطينيين في غزة ، الأمر الذي أدى إلى عدم إقبال المواطنين على شراء مستلزمات و حاجيات العيد الذي يحل يوم الخميس المقبل .

و لا تزال أسواق القطاع على حالها دون اكتظاظ كبير في وقت كانت فيه هذه الأسواق تعج بالآلاف من المواطنين في السنوات الماضية .

في غضون ذلك ، بدت استعدادات أهالي قطاع غزة لاستقبال عيد الأضحى المبارك خالية من أية فرحة ، مع تصاعد الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية على السكان بدءاً من الاجتياح المتكرر لمناطق واسعة من القطاع ، و هدم مئات المنازل و تشريد قاطنيها ، مروراً بتدشين حواجز عسكرية جديدة أدت إلى تقطيع أوصال قطاع غزة و فصله إلى ثلاث أجزاء ، و الحالة الاقتصادية المزرية التي يعاني منها سكان غزة ، و انتهاء ببيوت العزاء المنتشرة من رفح جنوباً حتى بيت حانون شمالاً ، الأمر الذي يوحى باختفاء مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك.

و أرجع الخبير الاقتصادي سائد حميد الركود الاقتصادي الذي تعيشه أسواق غزة إلى عدة عوامل منها ضعف القوة الشرائية لدى المواطنين في ظل المعيقات الإسرائيلية المتمثلة في الحصار و الإغلاق للمنافذ و المعابر التي تعد الوسيلة الوحيدة لنقل البضائع من و إلى قطاع غزة .

و قال حميد لـ " إيلاف " ، أن الحالة الاقتصادية التي يمر بها الكثير من الفلسطينيين دعتهم إلى الاستغناء عن شراء الحاجيات الجديدة ، و الاكتفاء بشراء الملابس الشعبية رخيصة الثمن خصوصا على صعيد الأطفال الذين لا يعرفون في العيد سوى شراء الملابس و الألعاب ، مضيفاً إلى أن هناك عدد كبير من المواطنين اكتفوا بشراء ملابس شعبية لأطفالهم في وقت سابق ، و يعاودون استخدام نفس الملابس خلال عيد الأضحى .
و انتشرت مئات البسطات التي تعرض أنواعاً مختلفة من الألبسة و حاجيات العيد ، على جانبي الطرق في غزة و ضواحيها دون تسجيل حركة شرائية نشطة ، حيث تتعالى أصوات الباعة عبر مكبرات الصوت في محاولة لجذب المواطنين للشراء .

و قال أم محمود لـ " إيلاف " ، إن الوضع المادي الذي تعيشه هي و أسرتها دعتها إلى أن تشتري الأشياء رخيصة الثمن , و حددت تلك الأشياء بعض الحلوى و الملابس الشعبية لأطفالها الذين يصرخون ورائها .

و رأت أم حسين أن الأسعار المعروضة في المحلات التجارية مرتفعة جداً مقارنة بالأوضاع الاقتصادية السائدة في غزة .