اعتدال سلامه من برلين: أبدت الحكومة الألمانية تفاؤلها بشأن قضايا سياسية دولية مهمة تهدف إلى تحقيقها منها نيل مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي بعد ادخال إصلاحات على هياكل الأمم المتحدة وتحسين العلاقات مع البيت الأبيض وكانت قد تزعزعت عقب الحرب في العراق والعمل على تنشيط سياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية.

وقال مصدر حكومي في برلين نعتقد أن عام 2005 سيكون عام الفرص الكبيرة، فعلى قائمة أجندة الأمم المتحدة مشروع إصلاح الأمم المتحدة ويحضر له حاليا كوفي عنان الأمين العام، فالمفوضية التي شكلها في شهر كانون الأول( ديسمبر) العام الماضي تعالج مسودة اقتراحين من أجل توسيع مجلس الأمن الدولي، أحدهما تدعمه برلين ويدعو إلى إلحاق ستة أعضاء جدد بالمجلس تكون لهم عضوية دائمة، وسوف تتقدم ألمانيا واليابان والهند وفنزويلا بطلب إضافة إلى بلدين إفريقيين.
وأشار نفس المصدر إلى أن ألمانيا كما الدول الأخرى ستصر خلال المفاوضات معها على التمتع بحق الاعتراض( الفيتو) وهذا مطلب محق وعقلاني وعلى الدول الخمس الدائمة العضوية حاليا مساندته.
لكن كما هو معروف ليس لدى روسيا ،الولايات المتحدة الأمريكية ،بريطانيا ،فرنسا والصين أي اهتمام لتقاسم حق الاعتراض مع دول جديدة، لذا قال نفس المصدر ستبدي ألمانيا خلال المفاوضات التي ستكون صعبة الكثير من المرونة، ولا نعرف منذ الآن إلى ما ستؤل إليه.
وترى برلين املا كبيرا في نيل مساندة دول المجموعة الاوروبية العضو، عدا إيطاليا التي لها وزن أوربي متوسط وسيكون تأثيرها محدود.

وتسعى ألمانيا لاقامة حوارات مع الولايات المتحدة تتعلق بمسائل دولية حساسة على رأيه مشكلة الشرق الاوسط والعراق وإيران والبلقان وإحداث توازن بين حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي. وقال المصدر الحكومي بعد الازمة العراقية حققت ألمانيا عام 2004 تقدما ملموسا لا يتعلق فقط بتحسين أجواء العلاقات الثنائية التي تلبدت بل كذلك في قضايا جوهرية كثيرة. والتشكيلة الحكومية الجديدة تظهر بجلاء أن واشنطن ستسلك سياسة خارجية محترفة.
وتدل زيارة الرئيس جورج بوش في ال 23 من الشهر القادم إلى ألمانيا بعد ثلاثة أعوام، وذلك ضمن جولته الأوروبية بعد إعادة انتخابه على أنه يرى فيها بالفعل شريكا مهما لدى المجموعة الأوروبية.
ومن القضايا المهمة بالنسبة لبرلين زيادة تعميق العلاقات السياسية والاقتصادية مع روسيا، ولهذا الهدف سيلتقي المستشار شرودر بالرئيس فلاديمير بوتين مطلع شهر نيسان( أبريل) في إطار معرض هانوفر للتقنيات العالية، يقابل ذلك رحلة لشرودر إلى موسكو في التاسع من شهر أيار( مايو) للمشاركة في ذكرى مرور 60 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية.