بلغ عدد العارضين في الأسبوع الأخضر الذي افتتح في برلين اليوم ويدوم حتى ال 30 من هذا الشهر أكثر من 1600 عارض من 55 بلدا ، والبلد الشريك لهذا العام هي تشيكيا التي ستتركز معظم المحاضرات التي تعقد خلال المعرض على إنتاجها المحلي والصناعة الغذائية، بينما تحتل روسيا أكثر مساحة وتعرض مختلف الإنتاج الحيواني والفلاحي، وكما غيرها من الدول تستفيد من المناسبة بعرض أجمل المنتجعات السياحية لديها وبالتحديد ما يتعلق بالسياحة الصحية، كما تشارك اليمن لأول مرة بجناح امتلأ بالإنتاج الزراعي المعروف.

وبسبب ارتفاع تكاليف المشاركة اقتصر الحضور العربي إلى جانب اليمن على سوريا المواظبة على المشاركة كل سنة ولبنان وتونس عبر مستوردين للبضائع المحلية، ولم تغب دول المحيط الهندي رغم كارثة المد البحري مثل تايلاندا وإندونيسيا.

ويعتبر معرض الأسبوع الأخضر من أهم المعارض في ألمانيا وفتح أبوابه للمرة السبعين أمام الزوار والعارضين، وتعود فائدته على العارضين، وهم عادة المصدرين كما المستوردين الزوار ويأتون من دول العالم يستغلون الفرصة لعقد صفقات ضخمة، خاصة الدول الصغيرة والنامية التي تريد دخول الأسواق الأوروبية وينقصها وكلاء لديها.

ومن يدخل المعرض يقع في حيرة أي الاتجاه يجب أن يسلكه وأي قاعة عليه أن يزورها فكل واحدة تمثل بلدا حمل إضافة إلى منتجاته الزراعية والحيوانية جزء من تراث بلاده إن بالعروض الفنية والفولكلورية لتي يقدمها أو الديكورات.

وفي كل عام تجذب هولندا الزوار فتحول قسما من القاعة المتخصصة لها إلى حديقة بديعة تزرع فيه أجمل أنواع الأزهار من التوليب وحتى الورود. وتبنى زوايا هادئة يمكن للزائر تناول الأطعمة التقليدية الهولندي.

لكن هذا الحال أيضا مع عدد لا بأس به من الدول العارضة التي تحمل مطبخها معها مثل العارضين الإيطاليين ويقدمون البيتزا الحقيقية التي تحضر في أفران خاصة والمعكرونة المصنوعة بأنواع مختلفة من الخضار أو الفرنسيين بنبيذهم المعتق والشكولاته المشهورة، وهنا تقع المنافسة الشديدة بين المصانع الفرنسية والبلجيكية والسويسرية، لكن الزائر لا يبالي بذلك ويفرح بتذوق مجانا قطعة من هذا الصنف من الشكولاته أو ذاك.

وتحولت قاعات بكاملها إلى حديقة واسعة يفوح أريج الأزهار في أرجائها وزرعت هذه السنة 30 ألف زهرة منها أنواع غريبة تنمو في الغابات الاستوائية يضاف إليها 20 ألف من النباتات البرية وعشرات الأنواع من شجر الصبار، كذلك عشر أشجار علوها حتى التسعة أمتار تنمو في بلدان أمريكيا اللاتينية والمئات من أنواع الفاكهة الخضار أتى بها أصحابها لتزرع في أحواض خاصة.

ويتوقع القائمون على المعرض تعدى عدد الزوار هذه السنة ال 230 ألف زائر، فالعديد من سكان برلين والمدن والبلدان القريبة منها يقصدون المعرض في نهاية الأسبوع كي يعيشوا بعض الوقت يتمتعون بالشمس ومناخ الدول الحارة ولو عبر الملصقات والصور هروبا من أيام الشتاء القاتمة.