حذر مسؤول فلسطيني كبير ، من خطورة مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر المشتركة ، مؤكداً أن الإبقاء على تلك المعابر و لاسيما التجارية منها سيضاعف من حدة الخسائر الاقتصادية في ظل حجز تجار القطاع الخاص الفلسطيني لكميات كبيرة من السلع و البضائع المختلفة لسد احتياجات سوق قطاع غزة .
و قال ماهر المصري وزير الاقتصاد الوطني الفلسطيني أن عدم وصول هذه الكميات من البضائع نتيجة إغلاق معبر " كارني " سيؤدي إلى تجميد رؤوس الأموال التي كان من المفترض استثمارها في هذا النوع من النشاط التجاري الموسمي .
و توقع المصري أن يكون الوضع التمويني في قطاع غزة صعباً خلال الفترة المقبلة في حالة استمر إغلاق معبر كارني لعدة أيام أخرى ، مشيراً إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، و رئيس الوزراء أحمد قريع بذلا جهوداً و اتصالات حثيثة خلال الفترة الماضية مع عدد من الدول من أجل رفع الإغلاق الإسرائيلي المفروض على المعابر .
و أضاف وزير الاقتصاد الوطني الذي قدم خلال جلسة مجلس الوزراء الفلسطيني تقريراً كاملاً حول أداء المعابر ومتطلبات تطويرها ، و كذلك القضايا المتعلقة باحتياجاتها و تجهيزاتها ، أن هناك مشكلات كبيرة تعترض عمل المعابر الواقعة في أراضي الضفة الغربية أيضاً ، بموازاة العراقيل الإسرائيلية في قطاع غزة .
و كشف المصري أن مجلس الوزراء قرر تشكيل لجنة وزارية لبحث كل القضايا المتعلقة بالمعابر ، من حيث وضعها الجغرافي ، و إدارتها ، و كيفية تسيير عملها.
و تزامن إغلاق معبر " كارني " مع ذروة تصدير بعض أنواع المنتجات الزراعية للأسواق الخارجية مثل التوت الأرضي ، و الزهور ، بالإشارة إلى أن هذه المنتجات تتطلب تصديرها فور قطفها ، و إلا فأنها ستتعرض للتلف خلال فترة زمنية بسيطة .
و قال مزارعون فلسطينيون لـ " إيلاف " ، أن خسائرهم الناجمة عن عدم تمكنهم من تصدير أي من منتجاتهم الزراعية بلغت نحو مليوني دولار منذ مطلع الأسبوع الماضي ، خصوصاً محصولي التوت الأرضي " الفراولة " ، و الزهور .
و أشاروا إلى أن إغلاق معبري " كارني " ، و " إيـرز " أمام تصدير منتجاتهم الزراعية سيكبدهم خسائر إضافية تصل يومياً إلى نحو ( 500 ألف دولار أمريكي ) ، لا سيما خلال الموسم النشط لحركة التصدير للخارج عن محاصيل التوت الأرضي ، و الزهور ، بالإضافة إلى خسائر أخرى يتكبدها مزارعو البندورة و الفلفل .
و يصدر مزارعو التوت الأرضي يومياً نحو ثلاثين طناً ، حيث يبلغ قيمة الطن الواحد ثلاثة آلاف دولار ، بالإضافة إلى تصدير نحو ( 300 ألف زهرة ) يومياً تبلغ قيمتها نحو ( 400 ألف دولار ) ، لكن مع إغلاق المعابر بقيت هذه المنتجات متكدسة في الثلاجات التي أصبحت لا تتسع لهذه الكميات مما يعرضها للتلف أو بيعها في السوق المحلية بأسعار زهيدة جداً .