بروكسل من علي اوحيدة

قررت إدارة مؤسسة فياتFIAT الصناعية الإيطالية وهي إحدى ثلاث كبريات الشركات الاوروبية و تحديدا في قطاع تصنيع السيارات والمحركات تجنب الدخول في مواجهة قضائية مع شريكها التجاري والصناعي الرئيسي مؤسسة جنرال موتوز الامريكيةGM.

وجاءت هذه الخطوة المفاجئة من قبل المؤسسة الإيطالية بهدف منح فرصة إضافية لجهود الوساطة الجارية أوروبيا هذه الأيام بين المؤسستين وتجنب قطيعة بينهما قد تتسبب في أضرار جسيمة بالطرفين وأضرارا اعتراضية بأطراف أخرى.

وكانت المؤسسة الإيطالية حددت لنهار الاثنين 24 كانون الثاني (يناير) موعدا أقصى لبيعها الشق الخاص بتصنيع السيارات للشريك الأمريكي ولكنها قبلت أرجاء قرارها النهائي للثاني من شهر شباط (فبراير) القادم.

وتنص جهود الوساطة المبذولة أوروبيا حاليا والتي تم الاتفاق بشأنها الشهر الماضي على تنظيم لقاء في مكان محايد بين المدير العام لمؤسسة فيات سيرجيو ماركوني ورئيس مؤسسة جنرال موتورز ريتشارد فاغونار

و تمكين الطرفين من مهلة عشرة أيام لتنفيذ أي صفقة يتم التوصل إليها.

وكانت مؤسسة جنرال موتورز وفي مبادرة استهدفت عام 2000السيطرة على ثاني مؤسسة لتصنيع السيارات في أوروبا وهي فيات انتزعت بندا في صفقتها مع المؤسسة الإيطالية ينص على إمكانية سيطرتها الفعلية على قسم المحركات والآليات المختلفة.

وتسيطر جنرال موتورز الأمريكية حاليا على عشرة في المائة من اسهم فيات الإيطالية.

ويقول المسؤولون الأمريكيون حاليا ان بنود الصفقة وتفاصليها الموقعة عام 2000 تجاوزتها الأحداث وان ان سيطرة عدد من المصارف الإيطالية على جوانب من أنشطة فيات احبط روح الاتفاق .

ويردد المسؤولون الإيطاليون من جهتهم ان خيار بيع قسم الآليات والمحركات لازال وراد ا وقابلا على الصمود من الناحية القانونية وهي المسالة التي ستفصلها المحاكم في حالة إخفاق جهود الوساطة الحالية

وتريد المؤسسة الإيطالية حاليا الحصول على تعويضات أمريكية تناهز الثلاث مليار يورو مقابل التخلي عن حقها في البيع.

وتخشى الاوساط الصناعية الإيطالية والأوروبية من ان أية مواجهة قضائية بين فيات وجنرال موتورز ستكون وخيمة العواقب إيطاليا بالدرجة الأولى وأوروبيا بالدرجة الثانية بسب الثقل الرمزي لمؤسسة فيات في إيطاليا من جهة والوزن الاقتصادي لشركة جنرال موتورز في قطاع تصنيع السيارات في مجمل أوروبا من جهة أخرى .

وتخطط مؤسسة جنرال موتورز حاليا الى تسريح عشرة آلاف عامل من مصانعها الاوروبية وهو ما يعطي المواجهة مع الشريك الإيطالي كافة أبعادها السياسية والاقتصادية.

ولم تستثمر جنرال موتووز داخل مؤسسة فيات سوى 220مليون دولار مقابل وعدها باستثمار اكثر من اثنين مليار ونصف المليار دولار .

ويأتي تردد جنرال موتورز في شراء جزء من فيات بشكل نهائي في وقت تعاني فيه المؤسسة الإيطالية من مصاعب متصاعدة واستبعاد تمكنها من تغطية عجزها الحالي وتحقيق توازون فعلي في قسم تصنيع السيارات تحديدا .

ويرجح ان تكون خسائر فيات للعام الماضي وحده قد فاقت المليار يورو كما تخطط إدارة المؤسسة في ميلانو الى فترة جديدة من التوقف عن العمل الإجباري الشهر القادم وهي تبح