الرباط تأمل عبور السياح ذات يوم المضيق راجلين
فكرة ربط المغرب وإسبانيا بنفق تنتعش مجددًا

شاب مغربي يتطلع نحو الضفة الأخرى لمضيق
جبل طارق حيث يحلم شبان بالعبور نحو أوروبا
عبد الله الدامون من الرباط: يعوّل المغرب كثيرًا على إعادة الروح لمشروع ربط القار بين المغرب وإسبانيا من أجل جلب عدد كبير من السياح في العقود المقبلة. ويطمح المغرب وإسبانيا إلى بناء نفق عبر مضيق جبل طارق يربط البلدين والقارتين الإفريقية والأوروبية وهو المشروع الضخم الذي ستكون له عوائد اقتصادية كبيرة وعلى رأسها السياحة. وعلى الرغم من أن فكرة هذا المشروع ولدت قبل ربع قرن عندما زار العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس الأول لاول مرة المغرب بعد توليه العرش الإسباني، إلا أنها دخلت أدراج النسيان بعد ذلك. وحظيت الفكرة وقتها بحماس كبير رسميًا وشعبيًا وعينت لجنة لدراسة المشروع كان رئيسها الشرفيدون خوان دي بوربون والد العاهل الإسباني خوان كارلوس. إلا أن الفكرة صارت أشبه بأحلام اليقظة وطويت بفعل المشاكل المتصاعدة ين المغرب وإسبانيا قبل أن تعود مجددًا إلى الأضواء خلال زيارة ملك إسبانيا للمغرب.

وينظر المغرب إلى هذا الربط بين القارتين الإفريقية والأوروبية كونه يكتسب أهمية كبيرة من أجل استقطاب ملايين السياح، وعلى الخصوص السياح الأسبان. ويصرف المغرب كل عام ملايين الدولارات من أجل الدعاية لمنتوجه السياحي، غير أن نتائج ذلك ما تزال ضئيلة حيث لا تصله سوى نسبة قليلة من السياح الذين لا يتعدى عددهم مليون ونصف المليون سائح سنويًا، في الوقت الذي تعرف إسبانيا ازدهارًا كبيرًا في قطاعها السياحي ويصل عدد السياح الذين يزورونها سنويا إلى أكثرمن أربعين مليون.

ويعتزم المغرب هذا العام صرف حوالي أربعين مليون يورو من أجل الدعاية السياحية، وهو مبلغ غير مسبوق في تاريخ مصاريف هذا القطاع في المغرب. وستخصص حوالي ثلاثة ملايين يورو للسوق الإسبانية من أجل دفع السياح الأسبان إلى اختيار المغرب كوجهة سياحية أفضل وأرخص وأقرب.

ولا يتعدى عدد السياح الإسبان الذين يزورون المغرب سنويًا أكثر من 300 ألف سائح، وهو رقم يعادل 35 في المائة من عدد السياح الإجمالي الذين زاروا المغرب سنة 2003.

وتقول الدراسات المنجزة إلى حد الآن إن بناء الربط القار بين المغرب وإسبانيا عبر مضيق جبل طارق ستكون الدجاجة التي تبيض ذهبًا بالنسبة للسياحة المغربية التي ما تزال تترنح حول أرقام متواضعة.

ويتوقع المغاربة أن يحول هذا الربط المغرب إلى جزء جنوبي من إسبانيا سياحيًا حيث يمكن للسياح أن يتنقلوا بسهولة بين الجنوب الإسباني والمغرب. ويعرف الجنوب الإسباني وجودًا مكثفا للسياح الأوروبيين، خصوصًا الألمان والإنكليز الذين تعودوا منذ عقود على قضاء فترات طويلة بسواحل جنوب إسبانيا.

غير أن الازدهار السياحي في إسبانيا لا يأخذ منه المغرب سوى الفتات بسبب البنية السياحية التي مازالت هشة وتركيز السياحة في مدن قليلة مثل مراكش وأغادير، وانتشار عقلية الاستغلال وفق منطق "ذبح الدجاجة التي تبيض ذهبا لأخذ كل البيض عوض تركها تمنح البلاد كل يوم بيضة من ذهب".