قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن هناك "إجماعا متزايدا" في العالم بشأن قضايا رئيسة مثل التغير المناخي والفقر.

واستمع أكثر من ألفي شخص من قادة العالم السياسيين والاقتصاديين إلى كلمة رئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، في افتتاح المؤتمر الأربعاء.

وركز بلير في كلمته على خططه الخاصة بتنمية أفريقيا وارتفاع درجة حرارة الارض.

والقضايا التي ركز عليها رئيس الوزراء البريطاني هي ذاتها التي يريد بلير لها أن تتصدر جدول الاعمال خلال رئاسة بريطانيا لقمة الدول الصناعية الثماني الكبرى.

كما يناقش منتدى دافوس قضايا رئيسة أخرى مثل مرض الايدز والمخاطر التي تواجه الاقتصاد العالمي.

وقال بلير إن جهود التعامل مع ظاهرة الاحتباس الحراري لا تعني خفض مستويات المعيشة بنسبة "هائلة".

ولكنه حذر، خلال كلمته التي وصفها المراسلون بالحذرة، من فشل تلك الجهود إذا اقتضت اتخاذ خطوات تهدد بقوة النمو الاقتصادي.

وأشار بلير أيضا إلى أن الادلة على ارتفاع حرارة الارض تواجه "تشكيكا"، وهو ما اعتبر إقرارا برفض الولايات المتحدة لتوقيع بروتوكول كيوتو بشأن تغير المناخ.

وامتدح بلير كلمة الرئيس الامريكي جورج بوش الافتتاحية لانها كشفت عن "تطور مستمر في السياسة الامريكية"بتركيزها على قضية الحرية.

وفيما يتعلق بالقضايا الاخرى رأى بلير أن هناك إجماعا متزايدا بشأن قضايا مثل الارهاب والحاجة لنشر الديمقراطية وعملية السلام في الشرق الاوسط وأجندة الاولويات الخاصة بأفريقيا.

وفي وقت سابق من اليوم أعلن رقم جديد في الحملة التي تقودها الأمم المتحدة لتوفير الأدوية المضاة لانتشار الايدز لأكثر من ثلاثة ملايين شخص بنهاية عام 2005.

فقد قالت منظمة الصحة العالمية إنها استطاعت توفير الأدوية التي تعيق انتشار المرض لأكثر من 700,000 شخص في الدول الفقيرة وهو بذلك يعتبر قفزة نوعية عن العدد المعلن منذ ستة أشهر وهو 440,000 إلا أنه لا يزيد كثيرا عن 12 بالمئة من 5.8 مليون انسان يحتاجون لهذه الأدوية.

وانتهر الرئيس الفرنسي جاك شيراك كلمته عبر اتصال بالفيديو للدعوة إلى إقرار ضريبة دولية لتمويل أدوية علاج الايدز.

وقال شيراك إن ذلك "سيمكننا من جمع 10 مليارات دولار سنويا".

واشتمل اقتراح الرئيس الفرنسي على فرض ضريبة إما على الوقود المستخدم في وسائل النقل الجوي أو البحري، أو فرض ضريبة تبلغ دولارا واحدا على تذاكر الطيران أو فرضها على التعاملات المالية الدولية.

غير أن قضايا التجارة تهيمن دائما على فعاليات المنتدى حيث يحضر رؤساء أكثر من خمس أكبر 500 شركة في العالم.

وانتهر عدد من خبراء الاقتصاد فرصة المنتدى للتحذير من أن الاختلالات الكبيرة بين اقتصاديات العالم تهدد الاستقرار الدولي.

ومع ذلك فإن الجانب السياسي لمنتدى دافوس استمر في احتلال العناوين الرئيسة بوسائل الاعلام.

ومن القضايا الاخرى التي تناقش في المؤتمر الذي يستمر خمسة أيام، تصاعد قوة الصين الاقتصادية ومستقبل العراق بعد الانتخابات المقررة يوم الأحد.

ومن المتوقع أن يحضر المنتدى أكثر من 20 رئيسا آخرين، من بينهم الرئيس الأوكراني الجديد فيكتور يوشينكو والرئيس الفلسطيني المنتخب حديثا، محمود عباس أبو مازن، ورئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي.

كما سيحضر مجموعة من نجوم الفن المنتدى منهم بونو عضو فريق يوتو الانجليزي وهو من أشهر الناشطين في مجالات التجارة والتنمية، وأيضا الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي، وهي سفيرة الامم المتحدة للنوايا الحسنة.

وفي الوقت ذاته يتوقع أن يجتمع حوالي 100 ألف شخص في منتجع بورتو أليجري البرازيلي لحضور المنتدى الاشتراكي العالمي، وهو الذي يطلق عليه مناهضو العولمة المنتدى "المعادي لدافوس"، لمناقشة قضايا التجارة الحرة وغيرها