كامل عبدالله الحرمي من الكويت : المتابعون لنتائج اجتماع " أوبك " ليوم الأحد الماضي في فينيا و قرار
وزراء دول المنظمة بعدم وقف التعامل في النطاق التسعيري الحالي لسلة نفوط " أوبك " ، سيخرجون بنتيجة حتمية واحدة وهي ان المنظمة لم تعد قادرة على تثبيت اطار تسعيري للنفط الخام و انها تركت ادارة اسعار النفط للأسواق العالمية حسب العرض و الطلب العالمي. لكن السؤال المطروح هل هذا " القرار" من مصلحة المنظمة، وهل وقف العمل في النطاق التسعير فعلا لصالح المنظمة طالما معدل اسعارالنفط اعلى من 25 دولارا و بنسبة اكثر من 60% للبرميل الواحد عن متوسط معدل الإطار التسعيري و المعمول به منذ ابريل سنة 2000، أم ان المنظمة فعلا و بصريح العبارة مرتاحة جدا من المعدلات الحالية العالية مادام الإقتصاد العالمي لم يتأثر و من الممكن ان يتعامل العالم بمعدل اعلى من المستويات الحالية وفي حدود الـ50 دولارا للبرميل الواحد مادام سعر صرف الدولار الأميركي متقلب وغير ثابت و مستمر في تراجعه مقابل العملات العالمية الاخرى.
اجتماع "أوبك " الأحد الماضي كان اجتماعا مميزا ، ويمكن القول انه كان أكثرمن تشاوري وان كان لم يخرج بأي قرارات حاسمة لجس نبض الأسواق و معرفة ردود فعل الدول المستهلكة. الا ان الإجتماع كان صريحا وواضحا في توجهاته و قراراته التشاورية و التفاهم بين الوزراء حول كيفية مراجعة وادارة اسعار النفط، حيث اتفق الوزراء علي عدم خفض الأنتاج و الحفاظ على سقف الإنتاج الحالي و البالغ 27 مليون برميل وكذلك الإبقاء علي زيادة الإنتاج و بمقدار مليون برميل عن السقف الحالي للإنتاج كي لا تتعرض المنظمة لأية انتقادات خارجية و خاصة من الدول المستهلكة للنفط. لكنه وفي نفس الوقت قرر الوزراء فيما بينهم تخيفض الإنتاج " الزيادات" فوق سقف الإنتاج في حالة تراجع اسعار النفط و بحدة في الشهر القادم و قبل موعد اجتماع المنظمة في مدينة اصفهان في شهر مارس القادم، وقبل قبول شحنات النفط للتصديرالخارجي .
قرارات مهمة و ذكية اتخذها وزراء دول منظمة " أوبك " بكل هدوء ودون ازعاج للأسواق النفطية حيث ستعمل المنظمة بكل طاقاتها للحد من الارتفاعات الحادة في الاسعار و ستعمل في نفس الوقت على منع الإنخفاض الحاد في الاسعار و ستحاول تثيبت اسعار النفط في اطار مقبول معقول مابين الـ30 الى 40 دولارا للبرميل اي 35 دولارا لمعدل سلة نفوط " أوبك " لكن دون الإفصاح و الإعلان الرسمي عنه و خاصة و ان معدل الأطار التسعيري الحالي في الأسواق العالمية في حدود الـ42 دولارا للبرميل الواحد.
و بهذه الطريقة تكون المنظمة تفاعلت وتعاملت مع الأسواق النفطية بخبرة و حنكة نفطية وسياسية. فعلا تطورت " أوبك " وعرفت كيف ترضي المستهلكيين وبطريقة ان " المستهلك دائما على حق" و تجنبت الخوض في التفاصيل الأخرى.