كارثة اقتصادية بانتظار العالم في حال انهيار الدولار:
اجتماع مجموعة السبع لتدارك فشل دافوس


نهاد اسماعيل من لندن: لطالما اشتهرت مؤتمرات دافوس بالخطابات الرنانة لمعالجة الفقر والايدز وتخليص افريقيا من الديون، ولم تكن هذه السنة استثناء الا انهم تطرقوا الى موضوع الدولار ايضا .
المؤتمرات السابقة وقراراتها تشير الى ان تطبيق الوعود التي تطرح في دافوس قليل جدا مقارنة بالوعود التي تطلق ، وعليه فان دافوس يبقى في الذاكرة كموقع جميل يستمتع فيه ممثلو الدول وممثلو الافلام السينمائية والاعلاميون.
وعقب فشل دافوس بالخروح باية حلول للدولار ، فإن مجموعة الدول السبعة التي تنقعد الجمعة المقبل في لندن والذي ستحضره الصين وروسيا سيناقش ويبحث الدولار .

وعلى الرغم من تطرق المؤتمر الى مواضع حساسة وهامة كقيمة الدولار الصرفية ، ومحاولة الضغط على الصين لتفك ارتباط عملتها الوان مع الدولار، الا ان الخبراء يتوقعون فشل المؤتمرين بالتوصل الى اتفاق لمعالجة أزمة الدولار.

وتقع المسؤولية الكاملة لمشكلة الدولار على عاتق الولايات المتحدة، ويوجد تردد أو عدم رغبة في الادارة الاميركية لمواجهة العجز المتضخم والذي وصل الى مليارين دولار يوميا أو 60 مليار دولار شهريا ناهيك عن ان الحرب في العراق وحدها تكلف 5 بلايين دولار شهريا.. وعليه فان العجز والانفاق الحكومي هو السبب الرئيسي في تهاوي الدولار.

ولا يزال هناك اعتقاد في الادارة الاميركية ومجلس الاتحاد الاحتياطي (المصرف المركزي الفيدارالي) أن الدولار الضعيف سيساهم في تقليص العجز.. وان كان هذا الاعتقاد صحيح من الناحية النظرية ، لكنه لا يعتبر كافيا ، أي بعبارة أخرى الدولار الضعيف يساعد في تقليص العجز الى حد ما ولكنه لا يستطيع القضاء على العجز .

وشهدت اسواق الاستثمار مؤخرًا نزوحًا من قبل البنوك المركزية من الموجودات الدولارية الى اصول مقومة باليورو او الين والسبب هو تضاؤل عائدات الدولار للمستثمرين.

وسيواجه العالم كارثة اقتصادية خاصة في الاتحاد الاوروبي اذا انهار الدولار ليصل الى 1.40 دولار مقابل اليورو أو 1.50 دولار مقابل اليورو.الحل السريع هو رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بواحد أو اثنين بالمائة وليس 025% وخفض برامج الانفاق الحكومي. ناهيك عن التحذير ان الدولار المرتفع واسعار الفائدة المرتفعة ستؤثر سلبا على بورصات الاسهم.وعلى ما يبدو فإن معالجة الدولار تشبه الدواء القاسي الذي يعالج المرض ولكن يخلق عوارض جانبية سلبية.