&لم يشهد اجتماع "أوبك" أي اتفاق على وضع سقف للإنتاج، فيما أكد محللون بأن أسعار النفط تتجه نحو الهبوط إلى مستويات قياسية، وقد أسفرت تداعيات عدم الإتفاق إلى هبوط أسهم شركات النفط في بعض المدن والعواصم العالمية.

&
إعداد عبد الإله مجيد: انهت منظمة البلدان المصدرة للنفط "اوبك" اجتماعها في فيينا دون اتفاق على سقف للانتاج، مطالبة روسيا وكازخستان وغيرهما من البلدان النفطية الأخرى، بضم قواها الى المنظمة قبل ان تتمكن من خفض الانتاج وانهاء الفائض الموجود حاليا في السوق. &
&
وتبدت تداعيات عدم اتفاق دول اوبك على تحديد الانتاج في هبوط اسعار نفط برنت دولارين تقريبًا، الى 42.90 دولار للبرميل، كما هبطت اسهم شركات النفط في لندن، فيما شهدت اسهم الشركات الاميركية لاستخراج النفط الصخري هبوطًا أقرب الى الانهيار في بورصة نيويورك.&
&
هبوط كبير
&
وقال محللون ان الأسعار تتجه نحو الهبوط الى مستويات لم تُعرف إلا في ذروة الأزمة المالية اوائل 2009، وقد نقلت صحيفة الديلي تلغراف عن جيمي ويبستر، رئيس شركة آي اتش أس انيرجي، "ان كثيرين قالوا ان اوبك ماتت، وان اوبك نفسها أكدت ذلك".
&
واعترف امين عام اوبك، عبد الله سالم البدري، بأن استراتيجية المنظمة اختُزلت الى لعبة انتظار، معربًا عن الأمل بأن تشجع الأضرار الناجمة عن هبوط الأسعار روسيا وغيرها من البلدان المنتجة على الجلوس الى طاولة المفاوضات للاتفاق على تحديد سقف للانتاج، وقال البدري: "نحن نتطلع الى التفاوض مع البلدان غير الأعضاء في اوبك ونحاول التوصل الى موقف جماعي"، واضاف البدري ان هناك اشارات "ايجابية" من بعض هذه البلدان ولكنها ليست مستعدة لضم قواها الى اوبك بحيث تستطيع املاء الأسعار.&
&
دولة مفلسة
&
وصرح وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي "ان الجميع قلقون بشأن الأسعار ولا أحد راضٍ". &
&
وانخفضت عائدات العراق النفطية بنسبة 42 في المئة بسبب هبوط الأسعار، حتى انه اصبح دولة "مفلسة من الناحية العملية" ، بحسب صحيفة الديلي تلغراف، مشيرة الى ان بذمة العراق ديونا تبلغ مليارات الدولارات للشركات العالمية التي بدأت تجمد مشاريعها، وان حكومة حيدر العبادي لا تستطيع حتى ان تدفع رواتب قواتها الأمنية، وخفضت بحدة تمويلها لقوات الحشد الشعبي ضد تنظيم داعش. &
&
وقالت حليمة كروفت، مديرة بنك الاستثمار الكندي "كابتال ماركيتس" لصحيفة الديلي تلغراف: "ان استقرار دول المواجهة في المعركة ضد داعش يتزعزع بسبب انهيار اسعار النفط، بما فيها الجزائر وليبيا".&
&
وقدر دويتشة بنك ان اعداد ميزانية بلا عجز يتطلب ان يكون سعر برميل النفط نحو 120 دولارًا للبحرين و100 دولار للسعودية و90 دولارًا لنيجيريا وفنزويلا و80 دولارًا لروسيا على اساس اسعار صرف العملة حاليًا.&
&
تحسن مرتقب
&
وقال ديفيد فايف المحلل في مجموعة غانفور للتجارة النفطية ان 12 الى 18 شهرا ستمر قبل ان نشهد تحسنا، واضاف "نحن نعتقد بأن المخزونات النفطية ستستمر في الازدياد خلال النصف الأول من العام المقبل ولا نعقتد بأنها ستنخفض الى مستويات طبيعية حتى شطر كبير من عام 2017".&
&
واشار فايف الى ان لدى ايران 40 الى 50 مليون برميل عائمة في ناقلات ترسو قبالة سواحلها وانها ستُغرق السوق ما ان تُرفع العقوبات، وسترفع ايران انتاجها بمقدار 500 الف برميل اضافية في اليوم بحلول نهاية العام المقبل. &
&
ويتوقع محللون ان تكون الفترة المقبلة حرب استنزاف مديدة مع شركات استخراج النفط الصخري في الولايات المتحدة وكندا، ولولا استمرار الصين في رفد احتياطها الاستراتيجي بنحو 250 الف برميل في اليوم لانهارت اسواق النفط، ولكن مواقع الخزن القديمة اخذت تمتلئ وليس معروفا ما إذا كانت الخزانات الجديدة جاهزة. &وتُحفظ اجمالا أكثر من 100 مليون برميل في ناقلات بحرية.&
&
وحذر بنك غولدمان ساكس الاستثماري من ان السوق تقترب من نقطة حرجة يمكن ان تؤدي الى انهيار الأسعار الى 20 دولارًا للبرميل، وحينذاك ستتوقف شركات استخراج النفط الصخري عن الانتاج.
&
نظام عالمي جديد
&
ولاحظ بوشان باهري، المحلل في شركة آي اتش أس انيجري، انه لم يعد هناك ما يميز دول اوبك عن أي دولة منتجة أخرى، وان تصنيف الدول النفطية الى اعضاء في اوبك وغير اعضاء لم يعد له معنى.
&
فهناك نظام عالمي جديد يتكون من ثلاث قوى نفطية عظمى تتقاسم حصصًا متساوية تقريبا من السوق، هي السعودية وروسيا والولايات المتحدة، والمشكلة ان الاميركيين يرفضون رفضا باتا خفض الانتاج لتعديل الاسعار، والروس لا يستطيعون خفض الانتاج بسهولة، لأن الشركات الروسية الكبرى شركات مسجلة في البورصة ومسؤولة امام المساهمين على ما يُفترض، في حين ان ظروف سبيريا تجعل من الصعب وقف الانتاج واستئنافه في اي وقت، وازاء هذا الموقف ليس امام العربية السعودية من خيار سوى الحفاظ على حصتها من السوق بالمستوى اللازم من الانتاج.
&