معارض فنية ومحاضرات ثقافية وليالي ساهرة ضمن فعاليات صنعاء عاصمة للثقافة العربية للعام2004م

محمد الخامري من صنعاء: افتتح وزير الثقافة والسياحة اليمني خالد الرويشان مطلع الأسبوع الجاري فعاليات الأيام الثقافية المصرية بصنعاء التي استمرت من الفترة ( 17 – 22 ) من الشهر الجاري والتي اشتملت على العديد من الفعاليات الفكرية والأدبية والفنية.
حيث تم تدشين الأيام المصرية بصنعاء بافتتاح المعرض التشكيلي الذي شارك فيه سبعة من كبار الفنانين التشكيليين في مصر ، ثم حفلة فنية ساهرة أحيتها فرقتين من أهم الفرق المصرية على الإطلاق وهما فرقة سداسي شراره بقيادة الفنان عطية شراره وفرقة رضا الشعبية الاستعراضية اللتين قدمتا عروضا فنية راقصة أمتعت الجمهور اليمني الذي حرص على متابعتها ، لتتوزع الفعاليات الأخرى للأيام الثقافية المصرية بعد ذلك مابين المحاضرات الثقافية التي حظيت بالإقبال الكبير من المثقفين اليمنيين والمتابعين والمهتمين كمحاضرة ( تجديد الخطاب الثقافي ) التي ألقاها الدكتور عاصم الدسوقي ومحاضرة ( حركة الفن التشكيلي المصري وعلاقتها بالدول العربية) للدكتور أحمد إسماعيل نوار ، بالإضافة إلى القراءات الشعرية للشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي الذي قدم قراءات شعرية من نتاجه الإبداعي المتميز، ثم محاضرة عن ( ظاهرة المومياوات في اليمن ) التي ألقاها الدكتور عبد الحليم نور الدين عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة وهي المحاضرة التي نالت إعجاب وزير الثقافة والسياحة اليمني وأبدى تفاعله ومؤازرته للآراء والأطروحات التي وردت في المحاضرة ، الأمر الذي جعل الوزير الرويشان يقدم دعوة مفتوحة للدكتور نور الدين من أجل المساهمة في عملية الإشراف على خطة واضحة لتطوير متحف صنعاء وتأهيله والعناية بترميم الآثار التي تتطلب خبرة خاصة كما هو حال المومياوات اليمنية.
كما أقيمت ضمن فعاليات الأيام الثقافية المصرية حلقة نقاش حول ( التفاعلات الثقافية اليمنية المصرية من منظورات مختلفة ) شارك فيها من الجانب المصري كل من الدكتور عاصــم الدسوقي ، والدكتور عبد الحليــم نور الدين ، والدكتور أحمد إسماعيل نوار ، ومن الجانب اليمني الدكتور عبد الكريم قاسم ونقيب الصحافيين اليمنيين السابق عبد الباري طاهر.
بالإضافة إلى تلك الفعاليات فقد اشتملت الأيام الثقافية المصرية على العديد من الرحلات السياحية إلى بعض المناطق والمزارات السياحية والأثرية كمدينة كوكبان وثلاء بمحافظة عمران ودار الحجر بوادي ظهر ( 30 كيلو متر غرب العاصمة صنعاء ) وغيرها من المناطق السياحية التي تزخر بها اليمن.
لتختتم ارض الكنانة أيامها الثقافية على ارض صنعاء بحفلة فنية ساهرة أحيتها فرقة رضا الشعبية الاستعراضية التي تعتبر من أقدم وأروع الفرق المصرية الراقصة حيث بدأت نشاطها عام 1959 من خريجى الجامعة وكانت تؤدى رقصات تعكس التقاليد المصرية وتعكس آمال جيل جديد فى وقت كانت فيه مصر فى مستهل بدايات الثورة ولذلك عكست رقصات الفرقة طموحات الشعب المصري فى ظل الثورة الجديدة حيث كانت الرقصات تحكى عن بناء السد والإصلاح الزراعي بقيادة الفنان محمود رضا الذي يعتبر راقص الفرقة الأول ومصمم الرقصات والذي كان مشهورا وقتها بأنه جين كيلى أو فريد أستير مصر ، والذي سافر فى مجد أيامه عبر أنحاء مصر سعيا وراء الإلهام والأفكار الموحية لرقصاته.
الفرقة المصرية التي أسسها الفنانان على ومحمود رضا والفنانة فريدة فهمي عام 1959، وطافت معظم دول العالم ، قدمت عروضا فنية راقصة وغنائية مستوحاة من البيئة الشعبية المصرية الريفية والبدوية والنوبية مثل بائع العرقسوس، الشمعدان، المراكبي، العصا، الحجالة ، وسيوة ، والتي سلبت الباب الجمهور اليمني وهزت قلوبهم بألحانها المؤثرة ورقصاتها الرشيقة المعبرة ليستجيب تلقائيا بالتصفيق والإعجاب.