كتاب جديد عن فلسطين القديمة

من القدس:صدر عن دار قدمس للنشر والتوزيع في دمشق كتابا يضم دراسات حول تاريخ بلد، استخدم بشكل واسع في معارك سياسية وأيديولوجية ما زالت مستمرة. وتم استخدام هذا التاريخ، بشكل غير مسبوق، في جريان انهر من الدم ذهب أصحابه ضحايا لعنة ذلك التاريخ. وعنوان الكتاب "الجديد في تاريخ فلسطين القديمة" ويضم مساهمات لكل من كيث وايتلام، وتوماس طمسن، ونيلز لمكة، وإنغريد هيلم، وزياد منى. وساهم في ترجمة الدراسات زياد منى الباحث العربي المرموق في الدراسات الكتابية والمساهم في الكتاب بالإضافة إلى عدنان حسن. وأهمية الكتاب انه إحدى المساهمات القليلة التي يمكن أن توفر للقارئ العربي، اطلاع على نوع من البحث لم يطرقه الباحثون العرب بقوة، أما لأسباب رقابية رسمية ومجتمعية وأكاديمية ودينية أو لقصور فاضح لدى الباحثين العرب. ويقدم جوانب من تاريخ منطقة طالما نظر إليها، طوال سنوات، في دراسات باحثين عرب ومسلمين، بشكل تقليدي أملته مواقف الدفاع ضد علماء توراتيين استخدموا العهد القديم لأغراض سياسية.
وأدى ذلك إلى تعطيل حركة الدارسات العربية في هذا المجال الثري، التي كان يمكن أن تقدم إسهاما ذا شأن ليس فقط على المستوى الإقليمي ولكن على المستوى العالمي. وظّهر الناشر غلاف الكتاب الخلفي بمقاطع من بحث نيلز لمكة بعنوان (يشوع والعنف الغربي) وفيه يشير إلى انه "من اجل تسويغ غزوهم لفلسطين، كان اليهود بحاجة إلى تاريخ يبشر بغزو وإبادة أي كائن بشري لا يعتنق ديانتهم". ويضيف: "أن اللغة الدينية يمكن أن تكون عنيفة جدا، لذلك اصبح هذا الأدب عنيفا يشرعن الأشياء المقرفة مثل التطهير العرقي". ويصل إلى استنتاج: "من الصحيح أن نقول عن الحركات الطائفية أنها تعمل ضد عالم مكون من نوعين فقط من الكائنات البشرية: من ناحية أولى المؤمنون الحقيقيون ومن الناحية الأخرى غير المؤمنين. هذا التقسيم واضح جدا في العهد القديم، مثلا، الأمكنة في سفر اشعيا حيث يلام الجميع تقريبا ويحكم عليهم بالتدمير المستقبلي لانهم لم يلتفتوا إلى يهوه، وخالفوا تعاليم التوراة. أن هذا أيضا يفسر الكراهية في العهد القديم ضد أي شخص تقريبا ليس عضوا في المجتمع اليهودي، ويفسر على نحو خاص فكرة أن الكنعاني الجيد هو الكنعاني الميت، لأنك عندما لا تكون فردا من شعب الرب المختار، فأنت جيد ميتا".