أهمل الوسط الأدبي الغربي الشاعر عزرا باوند وذكراه طويلا وذلك بتهمة معاداة السامية ودعم الفاشية، رغم أنه - بنظر النقاد - يعتبر " شاعر شعراء الحداثة ". ولكن أخيرا تم تكريم ذكراه في لندن ومنح لوحة زرقاء نقش عليها كلام للذكرى، وهي من التراث البريطاني.

وتم الكشف عن هذه اللوحة في حفل خاص في Kensington Church Walk حيث عاش الشاعر الأمريكي المولد من عام 1909 حتى 1914 . وهذا البناء له تاريخ أدبي فريد: هنا قام باوند بتطوير أعمال كتاب كانوا غير معروفين مثل الشاعر "إليوت" و"جيمس جويس"، وعمل مع "وليم بتلر يتس" وزاره "روبرت فروست" و"لورانس" وآخرون إلى هذا البناء.

من هنا أبدع باوند في خلق المذهب التصويري ومن ثم راح يكتب الشعر الحر بعيدا عن القافية والوزن. واعتبره النقاد أب الحداثة الشعرية في القرن العشرين. ولكنه عندما عاش في ايطاليا مارس دعاية لصالح موسوليني ودعم هتلر.

ووقد يعتقد احد ان حال الشاعر عزرا باوند هنا ليست مختلفة كثيرا عن حال شعراء عرب في مسألة الازدواجية. وهذا خطأ فإن باوند لم يوظف مذهبه الشعري لصالح موقف سياسي ما، أما تصريحاته السياسية فكانت علنا ولا مواربة فيها وعن إيمان حقيقي بها... على عكس الشعراء العرب الذين ربما كتبوا أجمل الشعر وقدموا أجمل الصور الشعرية لكنها كانت صورا شعرية تعبّر عن عاطفة وأحلام دفينة في داخلهم المسكون بالكذب والانتهازية فتراهم تارة يتملقون الطغاة من أمثال صدام حتى فاحت رائحة الدنانير وكوبونات النفط من بين أبيات قصائدهم شعرية، وتارة أخرى يتنكرون للاستفادة من ظروف أخرى.