بروكسيل: دعا السيد عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو ـ المؤتمر العالمي الأول "100 إمام وحاخام من أجل السلام" المنعقد حاليا ببروكسيل إلى إصدار ما يدين الأصوات المتعصبة في الأوساط اليهودية والمسيحية والإسلامية، التي تعمل على إذكاء روح العداوة والعنصرية والكراهية.
وأضاف السيد التويجيري في كلمة ألقاها في هذا المؤتمر المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب الجلالة الملك ألبير الثاني عاهل بلجيكا إلى غاية سادس يناير الجاري، أنه يتعين الدعوة إلى ما يدين هذه التصرفات، وما يؤكد أن السلام الذي هو مسؤولية الجميع، ينبني على أسس ثابتة من التسامح والتفاهم والتعايش والاحترام المتبادل.
وشدد على أنه إذا كان القرآن الكريم يدعو إلى الحوار الجاد والبناء بأسلوب راق طيب كريم، مشيرا إلى أن سيرة الرسول صلى اللَه عليه وسلم " كانت ترجمة فعلية لهذا الأمر الإلهي، وأن المراسلات النبوية والوفود التي كان يبعثها الرسول الكريم إلى عظماء زمانه، كانت مطبوعة بهذا الطابع، كما كانت له محاورات مع أحبار اليهود في المدينة المنورة حول عدد من القضايا الدينية والسياسية والاجتماعية".
وقال إن العالم الإسلامي " أَولَى مسألة الحوار من أجل تحقيق الوفاق بين الثقافات والحضارات والديانات أهمية خاصة " معربا عن اعتقاده بأن الحوار من أجل الوفاق " لا يمكن أن يكون حدثاً موسمياً، بل هو قضية إنسانية دائمة الحضور. ولأجل ذلك بذلت مؤسسات العالم الإسلامي ومنظماته المتخصصة، جهوداً كبيرة في هذا المجال".
وأكد أن حاجة العالم لنشر ثقافة العدل والسلام وتعزيز الحوار والتوافق وتربية الأجيال على قيم الحوار البناء والاحترام المتبادل، تشتد اليوم أكثر من أي وقت مضى، أمام بروز نظريات وأفكار وتيارات في العقدين الأخيرين، تحث على العداء والكراهية وتحيي ضغائن الماضي، وتعبئ مشاعر الجفاء بين الحضارات.
وخلص المدير العام للإيسيسكو إلى أنه حان الوقت للعمل على إنهاء مأساة الشعب الفلسطيني وتمكينه من إقامة دولته المستقلة جنباً إلى جنب مع إسرائيل، تطبيقا لقرارات الشرعية الدولية مبرزا أن جهود علماء المسلمين ورجال الدين اليهودي والمسيحي، لها تأثيرها الكبير للوصول إلى حل عادل وشامل لهذه المأساة.
ويحضر هذا المؤتمر الذي ينظم بمبادرة من المؤسسة السويسرية "رجال الكلمة" حوالي مائة إمام وحاخام سيناقشون على مدى أربعة أيام "كافة المواضيع الكبرى المرتبطة بتعايش الاسلام واليهودية في العالم ". وحسب المؤسسة فان الهدف من هذه التظاهرة، التي تميزت جلستها الافتتاحية بتلاوة نص الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين فيها، هو "تسفيه كل أشكال العنف المدمرة التي تمارس باسم الله" وارساء "حوار يهودي اسلامي على الصعيد العالمي ".