مدريد: طوت اسبانيا صفحة غامضة يوم الثلاثاء بعدما أعلنت صديقة للكاتب رامون سامبيدور أنها ساعدته على الانتحار بعد معركة مع المرض استمرت 30 عاما كانت محورا لفيلم "مار أدنترو" Mar Adentro الذي رشح لجائزة الاوسكار. تسبب سامبيدرو الذي انتحر عام 1998 بتناول مادة السيانيد السامة في انقسام باسبانيا بعد دعوته البليغة والمشبوبة بالعاطفة لحق المريض في "قتل الرحمة" بعدما أصيب بالشلل التام في حادث غطس. وألقت الشرطة القبض على صديقته الحميمة رامونا مانيرو بعد وفاته لكنها لم تستطع اثبات أنها هي التي أعدت له الشراب المخلوط بالسيانيد والذي ادى الى وفاته. وتقدم عشرات الالاف من الاسبان للادعاء بمسؤوليتهم عن الوفاة. وبعد نحو شهرين من انقضاء اجل الدعوى الجنائية كشفت مانيرو لتلفزيون تليشنكو انها لبت رغبة سامبيدرو بوضع الشراب السام بجوار فراشه في عصير الفراولة قبل تسجيل لحظات حياته الاخيرة على الفيديو. وقالت"وقفت خلف الكاميرا وفي النهاية قال لي (بعد أن أموت لا تقبليني على شفتي)." وقالت "اعتقدت انه سيستغرق في النوم بمجرد ان يغمض عينيه. لكن كان يتعين علي الذهاب الى الحمام." واضافت "كل ما استطعت قوله هو (وداعا ياحبيبي)."
وتحولت حكاية سامبيدرو الى فيلم مثير للشجون في العام الماضي عنوانه بالانجليزية "البحر الذي في داخلي" "The Sea Inside". اخرجه الاسباني اليخاندرو امينابار. والفيلم الذي رشح لنيل جائزة جولدن جلوب لاحسن فيلم اجنبي وايضا لجوائز الاوسكار اثار الجدل في اسبانيا من جديد حول قتل الرحمة. وسارعت الكنيسة الكاثوليكية لتعلن أنها ستعارض أي مساع نحو تقنين قتل الرحمة. وفاز النجم الاسباني خافيير بارديم بجائزة احسن ممثل في مهرجان البندقية السينمائي الدولي عن الدور الذي جسد فيه معاناة سامبيدرو.